Wednesday, September 22, 2010

حالة

صوابعك مش زى بعضها...و هكذا خلق الله البشر مختلفين و سبحانه لو أراد لهم التطابق لكان ذلك بين الكاف و النون و لكنها حكمة قد لا تدرك بالعقول و منبه للتدبر بداخلنا فنسبح خالق البشر على إختلافها
و جزء من هذا الإختلاف أن سعادة أو تعاسة البشر يجدونها فى أشياء مختلفة أو ربما متناقضة
و أنا كممثلة لطائفة ما-ما أكيد فى ناس زيى-أجد أعلى مراحل سعادتى فى الكثير من الأشياء و من أهمها العمل,هو الهروب المبرر الوحيد,ففيه و به أهرب من كل متاعب الحياة و له صدر رحب دائماً ما يستوعبنى مهما كانت حجم المشكلات و أحبه أيضاً لأنى أرى فيه التغيير متمثلاً فى خطوات و بنجاحه و السعى وراء كماله تعلو سعادتى فأعلو معه و أحاول أن أضيف له لكن الأكيد أنه يضيف لى على اختلاف طبيعته سواء دراسة أو عمل تطوعى أو ما خلاف ذلك
و فى شىء اّخر أجد سعادتى فيه,أجدها فى الجمال و فى كل ما يقربنى إلى ذلك الجمال و يعلى من الإحساس به فأسعد بغنوة صادقة أو بمقالة معبرة أو بفكرة مبدعة أو بحالة فكرية سعادة شاء الله ألا يعطينى من موهبة الكتابة قدر كبير حتى أصفها و أنقل كل جوانبها
أكتب الاّن لأنى قد مررت بحالة من الجمال و بحالة من تقدير العمل فمنحتنى السعاة بالتالى و قليلاً ما يصل بك شخص إلى هذه السعادة بجمال فكره و جودة عمله
كنت أشاهد حلقة اليوم من برنامج-العاشرة مساءاً-للرائعة الجميلة منى الشاذلى و كان فى إستضافتها مبدع صغير كبير هو إياد نصار
تعرفون حجم النقاش الذى أثاره مسلسل(الجماعة)ولكنى لن أناقش التيار الفكرى أو السياسى أو موقفى الشخصى من الجماعة و لكنى أناقش كيف نجح هذا المبدع فى أن يستوقف جميع المؤيدين و المعارضين أمام موهبته و إتقانه للعمل و إبداعه و للإبداع يجب أن نقف جميعناً احتراماً
أشعر أن الموهبة بحاجة دائماً إلى أشياء كثيرة تثقلها و الجميع يسلم بموهبة هذا المبدع الفريدة و لكنه فى حواره مع منى الشاذلى استوقنى أكثر من مرة
استوقفتنى ثقافة نشأت بتوجيه من الأهل,فتأمل دور الأب الذى يفتح أمام ولده جميع جوانب المعرفة و مختلف الفكر و التيارات و يتركه ينهل منها و يراقبه من بعيد و يضع صغيره على الطريق الصحيح إذا مال لأى طرف بسبب نقص فى المعلومة

تأمل موهبة -و قليلاً ما تتكرر هذه الكلمة فى أى مقال-شفافة ترقى لأن تحاكى مشاعر البشر و تتقمصها و تقدمها بإحسان و توجهك بكل حواسها لمعنى الإنسانية

تأمل الإتقان و الحرص على كافة التفاصيل و الحرفية التى يتعامل بها الرجل مع مهنته

تأمل فخره بأنه فنان و ثقافته عن مجاله و إدراكه لدور الفن

و تأمل الفن حينما يتعدى الأمكنة و الأزمنة و يلغى الجنسيات و الإنتماءات و يقرب اللهجات و يجعل الجميع يلتفون حول قيمته فحسب

تأمل جمال لحظة النجاح و فرحة الوصول إليها

هو حالة ثقافية نادراً ما نراها فى فنانينا العرب,خلطة من الثقافة و الإتقان و عشق العمل لدرجة تقوم بها أمم و الله,حالة تلهمك بالكثير و تهدى لك الكثير و فى كل الحالات تسعدك لأنها موجودة بالفعل
لا أملك إلا أن أقول سبحان وهاب المواهب و سبحان معد خلقاً بلغوا من الرقى مبلغه و سبحان خالق خلقاً جهلوا معنى الرقى و للإختلاف حكمة
و سبحان خالق الجمال و ملهم الإبداع و مسبب أسباب السعادة و الفخر بنموذج فنى أردنى مصرى عربى

قراّنا....ليس قراّنا


مقال فى جريدة الدستور دفعنى للكتابة مرة أخرى فيه رأيين
أولهما رأى الدكتور محمد الشحات الجندى-الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية-و بنص
الجريدة:

أكد الدكتور محمد الشحات الجندي ـ الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية ـ أن ما دعا القس الأمريكي تيري جونز لحرقه لا يعد قرآنا ذلك لأنها نسخ مترجمة من القرآن الكريم عن العربية، وأنه رغم أن ترجمات القرآن لها قدسية لأنها فرع
من الأصل ولا يجوز حرقها ولكنها ليست قراّنا

و الرأى الثانى فى نفس المقال للدكتور حسن وجيه -أستاذ اللغويات بكلية اللغات و الترجمة- و بنص الجريدة:

وفي الوقت ذاته اعتبر الدكتور حسن وجيه ـ أستاذ اللغويات بكلية اللغات والترجمة ـ أن ترجمات القرآن الكريم تعد قرآناً لأنها تحمل النص العربي وفي الصفحة المقابلة للترجمة، ولكنه انتقد الترجمات الأجنبية للقرآن الكريم وحملها السبب وراء حملات الكراهية للإسلام والمسلمين مؤكدا أنها تحمل العديد من الأخطاء الفادحة كما تتجاهل ربط الترجمة بمعاني التواصل عبر الثقافات وفقدان البرامج العملية والنموذجية، قائلا: «كثيراً ما أقابل عدداً من الأجانب الذين يرفضون الإسلام بعد قراءتهم بعض الترجمات الخاطئة»

و بعيد عنكم قلبت معايا بضحك ليس من باب تسفيه ما قاله الرجلان فلست أهلاً لذلك ولست من محبى هذه الثقافة و لكنه السلوك الذى سلكناه فى التعامل مع الأزمات كالعادة و كأن أزمة حرق المصحف ستحل بمعرفة إذا كان المصحف المترجم قراّنا أو ليس قراّنا و كأننا إذا إتفقنا على أنه ليس قراّنا هدأت النفوس و أقتنعت العقول و أفتتحنا شوادر البطيخ الصيفى فى البطون,و كأن من أراد هذا للقراّن كانت تعنيه قضية إذا كان المصحف المترجم قراّنا أو ليس قراّنا- بل أنه أراد الرمز-و كأن هذا هو أصل الأزمة و كأن الغرب هو المتهم
و ربما كنت سأمر على هذه الفتاوى مرور الكرام إذا لم تربط بفكرة حرق المصحف

المسألة بهدوء يا حضرات,أننا نحن من كنا وراء فكرة حرق المصحف,و نحن من كنا وراء الرسومات المسيئة للرسول,و نحن من كنا وراء الحملات المضادة للإسلام
نعم,نحن السبب

من أساء لمحمد لا يعرف محمد لأنه لو عرفه بإنصاف ما كان له أن يقوم بذلك و لكنه يعرف أتباع محمد تمام المعرفة. أناس خير أمة أخرجت للناس و يراها من أسوأ الأمم,يعرف ما وصلت له من تخلف,يعرف العقول المتحجرة و يعرف العلم المهمل,يعرف التشدد و يعرف سوء الخلق,يعرف التكفير و يعرف التعدى على حرية الأديان و يعرف أكثر من ذلك و مع ما يلقاه الخواجة من تعتيم و تضليل إعلامى و مع القليل من الجهل الكامن فى التعميم و مع هستيريا الحرية-و ما هى بحرية- التى تجعله يظن أن من حقه الإساءة لما يختار بمنتهى الطلاقة يصل إلى إستنتاج لا يؤرق ضميره بأن هذا هو الإسلام,هذا هو محمد,هذا هو القراّن

لا أرى حلاً لهذه الأزمات المتتالية سوى الحوار القائم على محاولة إيجاد أرضية مشتركة والوصول(لكلمة سواء) مع دعوة كل مسلم يعتقد أنه يغار على دينه فيدعو لمقاطعة الفيسبوك إذا ظهرت جروب تسىء للمولى أو للرسول,و يغضب أشد الغضب إذا علم بنية لحرق كتابه الشريف,أو إنتابته مشاعر النشوة و السعادة لأن أحد أتباع الأديان الأخرى ترك دينه و أسلم معتقداً أن فى ذلك أنتصار لدين الله رغم أن القاعدة معروفة(فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر)و ما هى بالقضية التى تستوقفنا لو كنا نعلم معنى حرية الإعتقاد...أدعوه أن يقف مع نفسه ليعرف بنسبة كم ساهم فى نشر هذا الإنطباع عن دينه؟بنسبة كم يحمل نفسه مأساة هذه الأمة؟بنسبة كم يعتقد أنه كان سبباً فى كل إعتداء على هذا الدين؟بنسبة كم تجاهل تعاليم كتابه و أختصرها فى معجزات وهمية من أمثال-هجمات
11 سبتمير مذكورة فى القراّن و يقولها بفرحة و كأن قتل الأرواح و الإعتداء على المدنيين مقبول فى الإسلام؟أسأله ماذا تعرف عن رسولك و صحابته و هل توقيرهم هو تقليد متوارث لديك أم أنه عن إقتناع و تدبر فى سيرتهم؟اسأل كم بلغ منك معنى (التدبر)من حيث التفكير فى كتابك و فى حكمة أحكامه أم أنك من أنصار أن التفكير فى الدين لنزداد إيماناً و تسليماً رجس من عمل الشيطان؟
و بنفس ذات الهدوء أتمنى لو نغير طريق تعاملنا مع الأزمات فنكف عن نشر أخبار المسلم الذى أنقذ جاره المسيحى من حريق فى شقته بعد كل حدث يلوح من بعيد للفتنة الطائفية -و كأن من المفترض أن أسأل شخصاً حياته مهددة بالإنتهاء عن ديانته قبل أن يدفعنى ضميرى لمساعدته-و كذلك نشر أخبار الظابط الذى وجد حقيبة بها أموال فسلمها للشرطة بعد كل تجاوز يحدث فى وزارة الداخلية و الأخبار التى تتداول دائما بأنه وجدت جثة فلان الفلانى الذى أساء للإسلام محروقاً أو مشنوقاً فى مكان ما و غيرها من الأخبار اللطيفة
و لو أن بعد كل مشكلة أجتمع العقلاء و علماء الإجتماع للنظر فى جذور الأزمات و لإيجاد حلول جذرية لها و معالجة المرض بدلاً عن معالجة العرض لما تكررت المشكلات
و سك عالموضوع

نص المقال
http://www.dostor.org/weekly/depth/10/september/14/28678