Monday, May 13, 2013

جواب

أعزائى / حرية و معاذ..
أطفالى المحتملين..
أكتب إليكما بعد إلقاء كل التحفظات على "الحب اللى من غير أى حرية" و الزواج على يمينى ,و الفوبيا و الخوف و المتلازمات على يسارى ,لأحيطكما علماً أنى لا أعد شيئاً على الإطلاق لإستقبالكما سوى مكتبة مهيبة , أرتبها ترتيباً زمنياً , إرثكم الذى سأفخر إن إستفدتم منه حق الإستفادة , سترصدون منها تطور تفكيرى و رحلتى عبر المراحل العمرية المختلفة ما بين البساطة و التعقيد , التشدد و التفريط , الهيافة و اللى له لازمة , بين الدين و السياسة و المقالات و النكت و الأمثال الشعبية و الأسفار ...

لتخرجوا بالإستنتاج المرتقب : أن الرحلة "مكنتش رحلة أوى يعنى" ,إن هى إلا محاولات متتابعة أصابت أحياناً و خابت فى أحيانِ أكثر لدرجة تؤهلكم بامتياز لأن تسلكوا سبيلاً اّخر غير الذى سلكته عن اقتناع , إلا أن يكون أحدكما أو كلاكما -ذوق- فينظر لى نظرة الأقزام لجاليفر متمنياً أن يصل فوق فى العلالى حيث رأس العملاق -قال يعنى- و هكذا أعتدنا أن ينظر الأبناء لأهاليهم و سيكون ذلك مخيباً لاّمالى للغاية لأنى لا أطمح أن تكونا "كالمعتاد" إلا أن أتحول من هنا لحين استقبالكما فتغلب ال"أنا" ال"أنتما" و أنضم إلى ال"ستريوتايب" ..
و دينى لأقطع عنكم المصروف ..
استقلّوا يرحمكم الله...
 

عن روح

روح ..
لولا كسرها .. لما عرفت الجبار ..
لولا ضعفها .. لما عرفت القوى ..
لولا تقلبها .. لما عرفت القوى ..
لولا ضيقها .. لما عرفت الواسع ..
لولا ظلمتها .. لما عرفت النور ..
لولا ذلها .. لما عرفت المعز ..
لولا جهلها بنفسها .. لما عرفت المحصى لما نخفى و نظهر ..
لولا الجهل .. لما عرفت العليم ..
لولا قسوتها .. لما عرفت الرحمن الرحيم ..
لولا التيه .. لما عرفت الأول الآخر ..
"إنسان .. أيا إنسان ,, ما أجهلك ! "
 
 

Friday, May 10, 2013

ترميم للروح

تستلقى على الرمال الصفراء ..
لا شىء يحدها ..
اللانهائية متمثلة فى كل ما حولها ..
لا أسقف تحيل دون الاستمتاع بمشهد النجوم فى السماء ..
لا حوائط تمنع النسمات -أو حتى العواصف- و لا الأمطار و لا الأتربة ..
العبور مسموح لكل الاحتمالات علك تكتسب من الرضا و التسليم ما يهذب روحك ..
كل شىء على طبيعته الأولى ..
بصلابة الصبار و رقة الريحان ..
بلا تزيين و لا تزييف ..
بلا تحديد و لا تحجيم ..
الكون هناك , كل ما فيه يحدثك عن خالق أعظم , واحد , أحد ..
و السكون خارجها يعينها على الوصول إلى سكينة فى داخلها ..
فتعود إليها فى حجمها الطبيعى ..
صغير كبير أيا إنسان ..
ضعيف قوى ..
أصغر ما فى الكون و القادر على احتوهءه فى قلبك فى آن واحد !
تتمتم بذكر أحياناً و تعقد عظمة الكون لسانها فتكتفى بالتأمل فى أغلب الأحيان ..
تصغى إلى صوت تسبيح الكون من حولها فتردك أن تناغماً ما ينشأ ما بينها و ما بينه .. فالصانع واحد ..رغم تفرد كل مخلوق -فالتنوع فى الكون سنة - ..
لا ضمانات ..
و لا خوف من شىء !
لا صاحب ..
و لا وحشة فى داخلها !
الزمن مفقود ..
و لكن وقعه معلوم و ظاهر للغاية!
فى كل شىء حولها بساطة تنجح بجدارة فى فك تشابكات روحها المعقدة ..
بوضوح ..
يمكنها التمييز بين الحقيقة و السراب ..
الآلاف مروا من هذه الطرقات من قبل ..
إلا أن الصحراء تأبى إلا أن تطمس كل آثار العبور .. فتذكرك بأن تصنع طريقك , و تصنع خطواتك ...
من هنا بدأوا ..
كل الرسل , كل الأنبياء , كل الصالحين ..
بخفض صوت ما هو فى الخارج ..
و الإصغاء لصوت ما فى داخلهم ..
يترجم كل ما فى خارجهم , و يفسر بوضوح "النفس " ..
آيات الله تتجلى فى الآفاق و فى أنفسهم / أنفسنا ...
الآن , هى جزء من الآفاق , و السر واحد ..
و لمثل هذه اللحظات نحتمل الصعاب ..