Friday, November 8, 2013

على هامش التجربة

هذا و من الآثار السلبية للتجارب المختلفة أنها تترك لك استنتاجات , تعيد تشكيل معاييرك و مفاهيمك , تتصاعد المعايير بشكل غير متوقع و تقل التوقعات فى الوقت ذاته بطريقة تمنعك من الإندماج فى واقع أبعد ما يكون عن تصورك المفترض عن الواقع , و لأن الآثار السلبية لما مضى لا تمحى بسهولة و لا تستحدث من عدم فاحتمالية تشكيل واقع جديد تريده ليست كبيرة , تؤمن أن الوصول للأفضل مع الوقت ممكن , و أن تجنب أخطاء الماضى أيضاً غير بعيد , بينما يستمر السعى نحو الكمال بمعايير جديدة حيث يبتعد الكمال و الجمال .. الانبهار .. السعادة .. و كل المعانى , جل ما أخشى أن يتوقف السعى يوماً لإدراكنا ببعد ما نريد و عدم تقبلنا لحقيقة أننا لن نصل إليه ..

لتقريب الصورة : استحضر نموذج عواجيز الفرح =D


Sunday, November 3, 2013

الذى لا يعول عليه

التجلي المتكرر في الصورة الواحدة لا يعول عليه
جميع ما يرد عليك و أنت تجهل أصله لا تعول عليه
كل حال يدوم زمانين لا يعول عليه
كل حضور لا يتعين لك في كل شيء لا يعول عليه
كل تمكين لا يكون في تلوين لا يعول عليه
كل كلام لا يؤثر في قلب السامع مراد المسمع فهو قول لا كلام .
كل سكر لا يكون عن شرب لا يعول عليه
كل بقاء يكون بعده فناء لا يعول عليه
كل فناء لا يعطي بقاء لا يعول عليه
كل نفس لا تنشأ منه صورة تشاهدها لا يعول عليه
كل عبودية لا يتعين سيدها لا يعول عليها
كل بلاء لا يكون ابتلاء لا يعول عليه
كل معرفة لا تتنوع لا يعول عليها
كل صدق يُسأل عنه لا يعول عليه
كل شوق يسكن باللقاء لا يعول عليه
كل محادثة لا يكون العبد فيها لا يعول عليها
المعرفة إذا لم تتنوع مع الأنفاس لا يعول عليها
كل مشهد لا يريك الكثرة في العين الواحدة لا تعول عليه
كل امتزاج لا يعطيك أمراً لم يكن عندك من قبل وجوده لا يعول عليه
الحكمة إذا لم تكن حاكمة لا يعول عليها
الأدب إذا لم يجمع بين العلم والعمل لا يعول عليه
السماع إذا لم يوجد في الإيقاع غير الإيقاع لا يعول عليه
المكان إذا لم يكن مكانة لا يعول عليه .
محى الدين بن عربى 

:) :) :) :) 

ألوان البهجة

أحن بشدة , إلى أيام لم يكن للبهجة فيها مفهوم واضح بل كان لها صدى و أثر باقى فى القلب و طريق يمهد إليها أعرفه أو حتى أتوقعه فلا أخطئه .. 


قصاقيص صباحية

-“من يبغى الأرتقاء ” باستمرار “، عليه ان يستعد يوماً للإصابة بالدوار. لكن ما هو الدوار ؟ أهو الخوف من السقوط ؟ ولكن لماذا نصاب بالدوار على شرفة السطح حتى ولو كانت مزودة بدرابزين متين ؟ ذلك ان الدوار شىء مختلف عن الخوف من السقوط . إنه صوت الفراغ ينادينا من الأسفل فيجذبنا ويفتنا. إنه الرغبة فى السقوط التى نقاومها فيما بعد فنصاب بالذعر”
— ميلان كونديرا / كائن لا تحتمل خفته


-أنا المتيم بإبداع الله، لا أرى سواه فى كل ما يلمس القلب على هذه الأرض، بداية من جملة موسيقية رصينة وصادقة مرورا بتمريرة كرة متقنة من لاعب موهوب أو فى طفلتى عندما تهذى بحروف مبهمة فى أولى محاولاتها للنطق وتشكل هذه الحروف فى مرة كلمة بابا بالصدفة البحتة، فى سجدة تطول دون سابق ترتيب، فى معجزة رائحة الجوافة الساحرة، فى بهجة بلّ الريق بعد عطش، فى إنسان يقول جملة مفيدة موحية قد تغير حياتك، فى أموال تنتظرها من جهة فلا تأتى، ثم تداهمك بغزارة من حيث لا تتوقع، فى الراحلين الذين يدميك فراقهم فيزورونك فى الأحلام يطبطون عليك، قادمين من بلاد مجهولة تتمنى لو تسألهم عنها، فى الأصابع التى تتحرك الآن على الكيبورد، فى الجنود المجهولين الذين يملؤون حياتنا.. الحارس اللى على العين الذى يظهر وقت الخطر والملائكة التى تحمى الأطفال من اندفاعهم الفطرى والبركة التى تضاعف رزقا قليلا والعقاب الفورى الذى يدفع شخصا ما أن يقول لك (شفت ربنا؟).. كلما حدث معى هذا الموقف لا أجد ردًّا سوى أننى (مش شايف غيره).
فى الأسئلة التى لا إجابة صريحة لها.. مجرد يقين يستقر فى قلبك، فى شعورك أن الحياة حلم ستعرف تفسيره بعد الموت، فى دهشة المرض وفى عز قسوة الألم وفى ضحكة عميقة من المستحيل أن تقدر على شرح كيف انطلقت من داخلك، ولماذا تركت بداخلك هذا الشعور المريح، فى الترتيبات القدرية المذهلة التى تثبت لك أنك أسأت التخطيط وأنه صحيح أن الحتف قد يكون فى التدبير أحيانا، فى دعاء يستجاب فأفرح وفى دعاء لا يستجاب فأوقن أن الفرحة مدخرة لوقت لاحق فى أمر آخر، فى لغز الوقت.. فى اللحظة التى نفشل جميعا فى الإمساك بها ولا نعرف من أين أتت وإلى أين انصرفت. فى راحتك للونٍ ما وامتعاضك من آخر، فى يد غريبة تمتد لتنقذك من أمام سيارة مسرعة صاحبها لا يعرفك، لكنه يعرف أن حياتك مهمة حتى لو كنت أنت غير متأكد من ذلك، فى أقسى لحظات الشك وفى أصفى لحظات اليقين، فى معجزة الشفاء، وفى لوعة الشعور بالجوع، فى صوت دقات القلب عندما تضع رأسك لتنام على إيقاعه، فى غموض فكرة النوم، فى الإيمان بأنك مدين بالشكر فى كل مرة تستيقظ فيها من جديد، فى مواصفات يمتلكها كل واحد للفرحة تختلف عن الآخرين بحيث لا تتضارب الأفراح فيستأثر بها واحد، بينما الباقيين كلهم باصين له فيها، فى ذهولك بالتقدير واللطف، فى النعم وفى رضاك بحرمانك منها، فى قدرتك على أن تسمِّى الأشياء. معجزة أن أول ما تعلّمه سيدنا آدم هو الأسماء، تلك المعجزة التى يبدو الخرس أرحم من عدمها كثيرًا، على الأقل ستكون محروما من القدرة على الكلام، وهو أمر لا يقارن بقسوة أن تمتلك القدرة على الكلام ولا كلمات.
الإيمان بالله (مش شطارة) بل نعمة تتحول بمرور الوقت إلى اختيار تتمسك به، ويخدعك من يقول (ربنا عرفوه بالعقل) فكم حفل تاريخ الملاحدة بالعباقرة، الحقيقى أن العقل قد يحول بينك وبين المعرفة.. فطوبى للمجاذيب.
عمر طاهر


Saturday, November 2, 2013

Healing

 
هذا و قد شارف العام على الانتهاء ..
قرب النهاية أضع يدى على نقطة واضحة وضوح الشمس , لا تخفى على , بل لا أقوى على إخفاءها لأكثر من ذلك ..
هذه الروح بحاجة عاجلة إلى "ترميم" ..
أما و قد عرفت الوجهة بقيت الرغبة و القدرة ..
هل أنا حقاً راغبة فى ذلك ؟ و هل أستطيع فعل ذلك بهذا القدر من التراكمات التى تصاحبنى ؟
السؤال الأول إجابته نعم , بل بالتأكيد .. فما دمت قد تجاوزت مراوغات الاعترافات الأولى فلعلى على عتبة التغيير ..
و إذا ما جاء الحديث عن القدرة فلا أعتقد أنى أستطيع ..
ها نحن قد داوينا حتى مرضنا , و احتوينا حتى امتلأنا , و فكرنا حتى أفلسنا , و حاولنا حتى أنهكنا , و جربنا حتى توقفنا , و خُذلنا حتى حُيّدنا !
فماذا بعد ؟ و كيف لنا بطاقة على أى ترميم ؟
هو عجز .. أتذكر قيمة "العفو عند المقدرة" , أن تقوى على الفعل , و تتركه ترفعاً , ليت لنا بهذا القدر من التقبل و التفهم فى حياتنا حتى فيما بيننا و بين أنفسنا -بل بالأخص فيما بيننا و بين أنفسنا- , أن تمتلك زمام أمور ذاتك بما يؤهلك للتغيير و لكن الاتساق هو ما يمنعك فتختار التعايش !
 
لا أعلم شكلاً محدداً لرحلة الترميم المزعومة تلك ..
قد تكون فى منتهى البساطة و قد تصبح للتعقيد أقرب ..
الحياة عموماً تستعصى على التبسيط ..
 
قد تكون ببساطة لحظة من التأمل لغروب شمس يوم ما , صمت .. نسمات هواء رقيقة تداعب الوجه .. فابتسامة رضا تغسل الروح تماماً .. فبداية جديدة ..
 
قد يكون للرحلة طعم سعادة لحظة تعلو فيها الأمواج لتغرقك أيها المتأمل فيها حتى يرتفع صوتك بالضحك و روحك بالمرح .. -للغرق أشكال كثيرة -
 
قد يكون للرحلة نكهة الحكمة المكتسبة من خبرات التيه المتكررة لأعوام طويلة , حيث تستوى الحياة و الممات , خفة و ثقل الروح , حيث تزهد الخط الفاصل لإدراكك بالتشابه المتكرر بين المتناقضات , خط وحيد تميزه بجدارة .. ما بين الزهد و اليأس ..
 
و لم لا تكون رحلة داخلية أكثر منها خارجية ؟ هدوء داخلى و سلام هنديين تتحرك بهما وسط صخب و ضجيج و تعقيد هذه الحياة ؟!
 
و قد يكون الترميم مهمة شخص غيرك , يأتيك منقذاً منقباً فيك عن كنوز أخرى لروحك لم تنفذ بعد .. اكتشاف من جديد بعيون مغامر , يختلف كثيراً عن محاولة بعث بعد الممات !
 
أو نترك للسفر - بكل معانيه- هذه الممة , ترحال حقيقى و تأمل فى وجوه لا تعرفها , أحاديث عابرة سطحية و عميقة , تعلق و ترك , وطن و غربة , مدن جديدة فى الليل و النهار .. تتأملها , أطعمة و موسيقى و صلوات .. بحث يخرج بك منك لفضاء أكثر وسعاً ..
 
أو تفنى ....
فتلقى بروحك على أعتاب قوة أكبر لتقوم بهذه المهمة بالشكل الذى تختاره , يكفيك صدق الطلب ..
تتفانى فى طلبك , فى رغبتك الصادقة فى الحياة عوضاً عن الاستمرارية و العيش فحسب !
أن تتمنى بصدق قوة الاختيار و التحرر من ردود الأفعال ..
أن تنسى كل شىء و تتذكر كل شىء فى الآن ذاته , تتعلم فتنمو روحك و تسامح و تطلق للرحيل العنان ليطهرك و يسمو بك ..
و إن كان الرحيل لجزء منك , فنعم .. قد تصبح تراكماتنا يوماً جزءاً منا لا نحسن التخلى عنه فتضيف للسجون سجن آخر ..
و من الآن لحينها , ليت السبيل يتسع للرحمة فتأتى و ترافقنا ... ترفق بنا , و ترزقنا الرفق بغيرنا فالكل فى رحلة "نقاهة" إن جاز التعبير من أوجاع الحياة ..
مرضى نحن بها ..
و يا لصغر الآفة ..
و يا لرخص المرض ..

Healing
 
 

Friday, November 1, 2013

يوسف

يوسف : أنا كنت بتفرج على كارتون , البطل طلع له اتنين جنيات كانوا بيحققوله كل اللى نفسه فيه
أنا : طب لو عندك زيهم يا يوسف , تطلب ايه ؟
يوسف : ما أنا عندى.. عندى مية زمزم فى البيت ! و هى مية زمزم بتعمل ايه ؟
أنا: بتعمل ايه ؟
يوسف : بتحقق كل اللى إحنا عاوزينه , دة أنا طلبت طلبات .. كتيييييير
أنا : طب ممكن المرة الجاية و أنت بتشرب من مية زمزم تطلب لى معاك طلبات حلوة
يوسف : ماشى.. أطلب لك ايه ؟
أنا : أطلب لى على ذوقك
يوسف : ممممم طيب حفكر فى البيت , بس أنتِ اسمك ايه عشان أقول للمية ؟
أنا : أنا اسمى دينا
يوسف : دينا .. اسمك حلو, شبه "دين".. اللى بناخده فى كتاب الدين , استنى أجيبلك كتاب الدين أوريهولك :) :)
أنا: ماتنساش يوسف حسألك المرة الجاية طلبتلى ايه
يوسف (و هو بيجرى عشان يجيب شنطة المدرسة): ماشى :)
 
يوسف فى أولى ابتدائى ..
براءة و بساطة الأطفال و قدرتهم على إنهم يبعتولك رسايل كتير هما نفسهم مش قاصدينها مبهرة ..
سبحان الله :)