Thursday, June 19, 2014

طيف


كنت دائمة التساؤل عن المراحل التى يمر بها البشر فى حياتهم ,و ملت إلى أن أصدق أن الجميع يمر بالمراحل ذاتها يفترق الناس فى اختيار أى "الحالات" ستتمكن منهم و يشكل الفيصل الأكبر من أعمارهم و أيها ستمر مرور الكرام فى شكل "استثناءات" ..

أقول أن الجميع مر بمراحل من النور ,من تجاوز الحجب ,من السعى نحو الجمال و الكمال , ربما مرت الغالبية حتى ببوادر تاريخ نضالى و سعى نحو الحرية و العدل و الحق , ربما استغرقوا فى حب و انتهى ليعلنوا أن الحب "وهم" ,و ربما أنهكتهم قضايا حتى أصبحوا من المصدقين بأنها "نصباية" ..

الأزمة أن "خيبات الأمل" فى هذا المجتمع يطلق عليها أسماء أبعد ما تكون عن حقيقتها ,فينما يعتبر من خذله الإيمان نفسه ملحداً ,و يعتبر من خذلته الثورة نفسه "حكيماً " و يعتبر من خذله الحلم نفسه "واقعياً" ,و يبالغ آخرون فى تقدير ذواتهم التى خذلتهم فى كل ذلك بالتحقير أو "النفخ" ..بينما يحدث ذلك كله ,أحاول أن أحافظ على أن "اسمى الحاجات باسمها .. "حتى و إن كان المسمى لا يروق لى "الكدب ..و الخوف ..و الخيانة.. "

يبقى السؤال , هل يمكن تجاوز فاصل من النور كهذا ؟ حتى و لو كان فاصلاً جد قصير ..

ربما تجدد التساؤل لأنى لم أقترب من كتاب لمدة تزيد عن الشهر و نصف ,أنا من لازمتنى الكتب فى فرحى و حزنى ,فى تنقلاتى , فى رحلتى دوماً ..أبتعد عنها هذه الأيام بغير أن أفتقدها حتى ! حينما كان يخبرنى أبى و تخبرنى أمى أنهما أعتادا أن يكونا قارئين نهمين و انتهى بهما الحال بسبب "المشاغل" إلى مكتبة ضخمة لا يقترب منها سوى أطفال حديثوا عهد بالشغف ذاته ..فهل سألحق بهم يوماً ؟
أنا لا أجد غضاضة كذلك فى الابتعاد عن الكتابة لشهور طويلة ,أعود؟ ربما .. بفعل الحنين أم بفعل المحبة الصادقة ؟ أعود ..
و قس على ذلك ..

كتبت أحداهن اليوم : "أعطنى شغفاً صادقاً , و اتركنى وحدى.."
و من يضمن لى أن يبقى الشغف شغفاً دائماً , ربما كان "طيف" من شغف مر ..ليترك لنا الذكرى و التساؤل عن "الحقيقة" ..
مرت الكثير من الأطياف بنا , أطياف أفكار , أطياف إيمان ,أطياف مشاعر ,و أطياف بشر بقوا -على صعوبة ذلك- بشراً ..
و بقيت لنا التساؤلات دوماً .. 

فهل يكفينا من الأطياف صدق الإيمان بها و لو كان مرحلياً ؟! 
ربما ..

"أصون ودادى/شغفى أن يدنسه الهوى .. " 
18-6-2014
الواحدة صباحاً