Saturday, April 4, 2015

سقفيات

- 1 - 

"إذا وقفت هناك ..
وبلغت مناك ..
ووضعت يداك على الشباك ..
سلم لى عالنبى .. "

وكالة الغوري / المولد النبوي الشريف

- 2 -
ارفق اللهم بالحيارى والتائهين وفاقدي الدروب، والسائرين عليه بلا وجهة واضحة، والسائرين المحملين بثقل التراكمات، والمتردين والمتمردين والمنغمسين في كل ما يحيد عن التوازن ..

- 3 - 
معيتك / وغناك عمن سواك ..
"كل الخلائق ظل فى يد الصمد" 

- 4 -
ونحن نربي الأمل، ونربي العزم، ونربي أنفسنا، ونحن نحيي أياماً طوالاً وليالي ممتدة موصولة بالنهار، ونحن نرجو، وننسى، ونغفل، ونعود، نتوقف، نستوعب، نكد ..فنرجو ونفتر!

ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً ..
ونحن نحب الله، ونحبنا حين نتمسك بالدرب ..
ونحن نحب الحياة أكثر إذ تجود ببعض السكينة ..
ولو كان لها بعض الوضوح ..لأحببناها أكثر وأكثر ..
ولكن .. نحن ، لا نحب الأمور البسيطة ! 
ربما!

ولكن تذكرى يا صغيرة أن الأصل في الأشياء -ما زال- فى البساطة ..
أن الناس حلوة، وأن الزهد خفة، وأن الخفة نور، وأن للنور المسعى، وحده ..
ألا تستبعدي أى احتمال، ألا تتسرعي ولا تقولبين المشاعر والبشر ..
ما زالت الأيام قادرة على أن تدهشك ! 
ما زلت صغيرة ما دمت لم تفقدى القدرة على الاندهاش ..
ما زال هناك الكثير ما دمت فيك هذه القدرة على الخفة والرضا والسعادة ..
الله أوسع من ضيقنا ..
والخط الزمني الممتد يتسع لقصصنا وقصص آخرين ..
والتصنيفات أرحب من أن تضيق بساكنيها أو أن ترفض ما لفظه بند ما، يسعه بند آخر ..
والأرواح جنود وللجنود أسرار، وبعض الحروب ناعمة بالضرورة ..

قلتِ يوماً من قبل: حاسة إنى بكبر فى اليوم 100 يوم ..
فقال أحدهم: لما تكبرى فى اليوم يوم واحد بس هتكونى كبرتى فعلاً ..

وقد صدق ..
فالروح أخف، والجروح تطيب ولا نريد لها قصاصاً، والشغف يتبلور، والقادم يظهر بوضوح أحياناً ..



- 5 -
أتعلم يا صديق أن أكثر ما أكره فى هؤلاء المستبدين تجاهلهم للوقت ؟!
لا تقدير للوقت عند هؤلاء ..
الوقت الذي يفرق الأحبة ..
الوقت الذي يلم الشمل ..
الوقت الذي يمر مشكلاً حياة كاملة نحياها جميعاً مستأصلاً منها عضو بشرى حجبوه عنا! 
الوقت الذى بطوله ينشأ معه التعود، ويجعلنا أميل للتطبيع مع الانكسارات..
فتنقلب الموازين ..
إذا كانوا لا يعرفون الوقت، فهم حتماً لا يعرفون الحب ..
والوقت والحب رفيقان، نوع الرفقة الكاشف، الساند والداعم ..
 الحقيقي دوماً ..
حين ينحاز الصديق للحقيقة حتى ولو على حساب صديقه -بالشكل الضيق- ..
الوقت يعطي الحب فرصة للنضج ..
الوقت يعطي الحب فرصة التراجع ..
الوقت يعطي الحب فرصة التجاهل ..
يعطيه فرصة دائمة لإعادة التقييم ولا ينصفه، إلا إذا كان صادقاً ..

الوقت والروح من أسرار الله في كونه، لا منطق يحكمهما! 
كلاهما مهيب .. وتجلياتهما لها من الجلال والجمال الكثير ..

بمرور الوقت وبالحركة نتكون، نتشكل، نصبح للحقيق أقرب خطوة -وهم لا يبالون بالحقائق- لا لأنا أوشكنا على الوصول بل لأنا نكون بالتدريج مفهوماً واضحاً عن الأكاذيب، عن الباطل، عن كل ما لا نريد،عنهم يعني!

أكرههم، وألومنا أحياناً ..

كان الحدث يا عزيزي جلل، والأثر عميق ..
والقصة التي لم تكن أبداً تخلو من المنطق في التصور والربط والتحليل، كانت كذلك عاطفية بامتياز، كانت كحلم عابر شديد القرب، ربما لذلك أتراجع عن لومنا كوننا تعاملنا مع الأمور بتصورات رومانسية لا تشبه الواقع، فلأن العام الحتم بالخاص فشكل لنا حياة لا ننجح فى فصلها عنه، كان له من نصيب حياتنا .. وكان لنا من نصيب موته!

الثورة بكل ما فيها تصلح لفكرة مجردة تقع فى غرامها، تعيد ترتيب حياتك لأجلها، الثورة كحلم بعيد المنال يزرع حياتك بين حد الممكن وحد المستحيل ليجعلها ملحمية -ومن منا لا يلتمس بعض البطولة؟! - ،الثورة في عنفها وعنفوانها، في فرحات الانتصارات المؤقتة العابرة، وفي حتى خذلاناتها وخيباتها المتكررة! في كونك تتحرك بسرعة وبلا قدرة على التوقع من معسكر إلى آخر..
قلة / كثرة / قلة ... وهكذا دواليك ..
أنت الملهم والقائد والمعلم، وأنت المخذول من الجميع، أنت المظلوم وقد تكون غداً ظالماً .. -هون عليك، جميعنا قد نكون، فلا ضمانات - 
وأنت لم تكن إلا .. ثائراً ! 
نحب الفكرة "الثورة" قدر حب القيم في جمالها وتجردها وبساطتها حين نتخيلها بلا تنظير لكيفية تحقيقها على الأرض ..
العدل / الحرية / الحق ..
الحياة / الجمال / الحب ..
مسارات مدهشة ومغرية لا تنجح في مقاومتها!
فلذا قيل فيما قيل " بشروا بالحب والثورة" وأقول: واحترموا فعل الوقت ..