Monday, November 30, 2009

تاكسى


همس فى أذنة قائلا بنبرة المحذر اللى بيخلص ضميره من ربنا.....بلااااااااش

كلمة قالها سائق التاكسى أثناء حديثه مع الراكب الذى عرف أنه فى طريقه لإنهاء اجراءات الحج و تبقت اّخر خطوة ليبدأ رحلة مغفرة الذنوب و السلام الداخلى.....ليبدأ سفر طويل مبتغاه الوحيد هو الله عز و جل و قليلا ما نجد فى حياتنا ما نبغى به وجه الله فقط و حتى لو وجدناه فنادرا ما نضمن اخلاصنا لله و لله فقط فالمغريات كثيرة....تبقى للحاج خطوة واحدة و هى (التطعيم ضد انفلونزا الخنازير)و ما أن علم السائق بذلك بادر-و الغالبية العظمى من هذا الشعب لا تبادر الا فى الفتاوى بدون علم-و حذره

و ليس الغريب (انك تفتى)انما الغريب كل الغرابة ان تجد الحاج مستجيب تماما و بدأ بالفعل فى رسم سيناريوهات للتهرب من هذا الموعد الاجبارى مع عزرائيل.....فقرر انه(يظرف)الممرض(ورقة بعشرة) و يا دار ما دخلك شر.....بالاضافة الى بعض الحبشتكات من نوعية أنا حر-و دائما ما يستوقفنى و يستفزنى الفهم الخاطىء لهذا المعنى المقدس....الحرية-و هو الواحد يطول يموت هناك

و من رحمة ربى أنى وصلت الى جامعتى فطلبت من السائق التوقف و لكنى لم انسى الموقف فأبعاده كثيرة


أولا:بطبيعة دراستى فى كلية الهندسة و من أهم ما علمتنى الحياة الهندسية الدقة ثم الدقة فالدقة....فالاهتمام بالمصدر فى حياة المهندس لا يقل أهمية عن الاهتمام بالمعلومة.....و من وقت أن ادركت أهمية أن يكون كلامك و معلوماتك موثقة بمصدر سليم و أنا اواجه هذا السيل من الفتاوى التى يفتى بها كل الشعب فى كل المجالات بدون الاهتمام بمصدر المعلومة.......من أين جاء اجزام السائق ان التطعيم فيه سم قاتل.....هل تأكد بالفعل من هذه المعلومة؟و كيف أخذ الحاج المعلومة و كأنه حصل عليها من موقع وزارة الصحة المصرية فلا مجال لتكذيبها

و لنخرج من نطاق هذا الموقف....فالفتاوى كتيييييييييييير.....و مدعى الثقافة و العلم أكثر و من يطلب العلم على يد من لا يعلم أكثر و أكثر.....فبات طبيعيا أن تجد شخص يبادرك بالسؤال:و النبى هى الأغانى حرام؟و الأكادة على رأى عم صلاح جاهين انى حينما أجاوب قائلة:و الله أنا مش مفتى الديار المصرية.....و يبدأ النقاش و كأنه مش واخد باله

بات طبيعيا أن تنتهك حرمة العلم بكل مجالاته من قبل من لا يعلم....و بات طبيعيا ألا يستفزنا هذا الانتهاك- و يستفزنا ليه...ما احنا خدنا عالانتهاكات.....فنحن شعوب قادرة على ان تعيش و ارضها و مقدساتها تنتهك فى اليوم ألف مرة دون أن نهتز-و الأغرب ان يتجاوز هذا التعدى الفيزياء و الرياضة و المعلومات العامة و غيرها و يرقى أو عفوا يهبط الى مستوى التطاول على الدين نفسه


و ثانى بعد:تلك الجملة السحرية التى ايضا انتهكناها بما يكفى(أصل أنا حر)......سيدى و سيدتى هل تدرك معنى الحرية؟

اين قدسية حق اعطاه الله لعباده....منحهم الحرية حتى لو كان اختيار الانسان ان يعصى ربه أو الا يعبده على الاطلاق ولانى مقتنعة تمام الاقتناع ان ثمة حق اعطاه الله لعباده ليس من حق اى عبد ان يسلبه من عبد مثله فأنا ادافع عن هذا المعنى و ادافع عن حقنا فيه الى النهاية

الحرية التى أعرفها مسئولية....الحرية التى أعرفها اساسها عدم الاضرار بغيرك....لا تتعدى بحريتك حريات غيرك فتضر و تخرب و تقول انا حر.....لأ مش حر....فالحرية قيمة قاتل كثيرون من أجلها و ضحى الكثير حتى بحيتاهم من أجل أن تبقى هذه القيمة....و ظلم أن تبقى القيمة بفهم خاطىء عن معناها الحقيقى

(و تحياتنا لمدونة أنا حر عالسيرة)

فنزلت من التاكسى و انا اتفهم تماما لماذا كتب(خالد الخميسى)كتاب كامل و اسماه (تاكسى).....من اللى شافه

و سك عالموضوع

ملاحظات:محدش يقولى التطعيم و الانفلونزا...دول ليهم وقفة فى وقت لاحق ان شاء الله

اعتذر عن الغياب الطوييييييييييل العريض بس انتوا تقريبا اتعودتوا خلاص

كل عام و انتم بخير