Thursday, April 11, 2013

علامات فى الطريق

و فى الطريق ... علامات ..
و للطريق .. علامات ...
ترشدك إلى وجهة ما ...
تثبتك أو تعيد توجيهك أو تكتفى بتلميح لا يتحول إلى تصريح إلا بتجميع متفرقات رسائلك لتكمل بها الصورة ..
قل هو تدريب على الصبر , و قل اختبار للعزم , و قل جبر للخواطر ,أو تبشير تخطئه فتعتبره تحذير , أو تحذير يلتبس عليه فتظنه تبشير !
إلا أنها نقاط نور بلا شك صوب غاية ما ..
و ما بين الاجتهاد فى تفسير علاماتك ..
و ما بين التسليم إلى باعثها , فهو سيرشدك إلى معناها كما أرشدها إليك و أرشدك إليها فى التوقيت الأنسب كالعادة ... بلا تأخير لثوانٍ و بلا استقدام للحظات !
أقول بينهما نتحرك ..
باحثين عن ثوازن شبه مفقود..
-هو وسعك .. حتى و إن تجاوز الأمر قدرتك على الاستيعاب , فهو بعد فى نطاق قدرتك ..
-يقين.. ظفرت به بعد أن غلبت شكك فلا مجال لأن يهتز من جديد , أتقبل بهزيمة بعد نصر؟! , أحافظ عليه كأمل جاء بعد يأس , و نعمة جاءت بعد ابتلاء , و أسنده بكلى كطفل يخطو خطواته الاولى فى دنيانا هذه ..
-سكينة ... تسعى للوصول لها بحرب ضروس ! و كيف لهذا أن يحدث؟! هل لأن الأشياء تنجلى بالضد ؟أم لأنها جندى جدير بأن تقنعه فتاتنا أنها تستحقه و تقاوم من أجله فى الانتظار حد حب المقاومة ؟..
-هى درجات , تحاول أن تصل إلى أعلاها , تحاول بصدق أحياناً - و على حس صدق مضى - فى أحيانِ أخرى ,إلا أنها تريدها بحق , و تدرك سوف لن لتصل لها إلا أن يريد الله...
-بشر , أشياء , مشاعر ... تجاهد فى أن ترى خالقهم فيهم , و أن تحافظ بداخلها على تصنيف وحيد استطاع بجدارة أن يضم تحته -كل الأشياء - فوصفها ببساطة و بلاغة خالقها "الذين من دونه" !
حتى علامات طريقها تندرج تحت هذا التصنيف ..
"وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ " - الزخرف .
-هو ارتقاء , تقطع فيه خطوة فتفر إلى ركنك الشديد مستعيناً به عليك , و راغباً فيه و راغباً عن كل ما دونه , و مستجيراً به أن يحافظ على خطواتك تلك و يجنبك شر أن ترد على أعقابك .. أن يحفظ لك من الإدراك ما يحول به بينك من طرف و بين الالتباس بين المعرفة و التطبيق من طرف اّخر .. و أن يتوج الإدراك بحكمة تلزمك ما أدركت ..
"عرفت فالزم "
-"لن يزيد ذلك غرابة على رجل خرج باحثاً عن الهند فاكتشف أمريكا " - بهاء طاهر ..
يشبهها فى رحلتها , فهى عادة تصل إلى أكثر مما كانت تنشد , روح مغامر قديم كان فيها تعرفه , و تحاول الحفاظ عليه من تراكمات الحذر , الخوف , القوالب , التوجهات العامة و خلافه..
تثبته كلما تردد ..
تحفظ له تميزه و إن كان كل ما حوله متشابه ..
تبحث فيه عن رغبة صادقة فى الاستكشاف تقاوم رغبتها فى تجنب عناء الطريق ..
و تغريه بأن يقود نسختها الجديدة فى رحلة بحثها عن كنز أكبر من كل الكنوز السابقة -فهو لا يخشى التحديات -
-حرية .. بقدر تمام العبودية لرب واحد لا شريك له , و بقدر كسر كل قيد من دون ذلك القيد الاختيارى التكريمى التشريفى , بقدر اقترابك من أن تكون له "محرراً "
-زخرف .. و متاع زائل , لا تريد منه شىء , فمن عرف الدنيا زهد فيها ,و هى تعرفها أكثر كل يوم , و بقدر ما تعرف بقدر ما تزهد , و بقدر كل ما يرغب فيها , بقدر ما ترغب هى عن كل شىء , و بقدر كل ما يسعى إليها , بقدر ما تفر هى إلى جوار ربها -بلا تولى - ...
" لا تنازعوا أهل الدنيا فى دنياهم , فينازعوكم فى دينكم , فلا دنياهم أصبتم , ولا دينكم أبقيتم "
-قدر ..و مكتوب , يتحكم فى كل شىء فى حياتها , بل فى كل عالمها .. عالمه ..
و بقدر .. يأتى كل شىء , بذلك القدر تحديداً , بلا زيادة و لا نقصان ..
"واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك , وما أصابك لم يكن ليخطئك"
-قوالب , تصنيفات , توجهات , ميول , معرفة مزيفة يتبعها الكل فى هذا المجتمع , فما تركوا لك "أول مرة " معرفة , و لا هم وفروا عليك مشقة هدم الفاسد لإعادة بناء ما هو صالح !
تذكر جدها الأكبر , إبراهيم عليه السلام ..لقد صنع سائده فى وسط ما كانت عليه بيئته !
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ - الزخرف .
"فارس كان هنا"
"فارسات .. كن هنا"
هكذا تريد أثرهم على الأرض ..
بصمة خفيفة و إعلان لحضور و تواجد أكبر منه وجود ..
"و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً"
بسلام عبروا ..
بخفة حافظوا على أرواحهم خفيفة ..
و ببساطة كانت الرحلة حاضراً ..
فصار الحاضر ماضٍ ..
و صار الخلد حاضر ..
و لكل وجهته ..
و لكل مسعاه ..
و على الله قصد السبيل ..
فبشرف المسعى اللهم ثبت الساعى رغم الارتباك!
"سبحانه كل ما فى الكون صنعته ..
فإن أراد فلا تسأل عن السبب ..
بل سلم الأمر تظفر بالمراد و ما فوق المراد ..
فباب الخير فى الأدب ..
إلى الملك القوى شكوت ضعفى ..
إلى المحصى لما أبدى و أخفى ..
إلى التواب قد يمنت وجهى ..
و فى ندم رفعت له أكفى ..
إلهى , قوى بالإيمان قلبى ..
إلهى , و امحو بالغفران ذنبى ..
إلهى , قد دعوت يا كريماً ..
لتهدينى صراطاً مستقيماً ..
و تنزلنى فسيح جنان عدن ..
و تجعلنى بروضتها مقيماً .. "
 

Tuesday, April 2, 2013

من وحى التجربة

هذا و قد أثبتت التجربة أن الاستغراق فى المقاومة تثبيت لما تقاومه !
و الاستغراق فى مخالفة الهوى .. هوى !
و الاستغراق فى الحفاظ على عدم الالتفات .. قد يصبح نفسه التفاتاً !
فشتان بين أن يبقى الهدف هدفاً , و بين أن تصبح الحالات هدفاً ...
فنحن ما بين الأبيض و الأسود حصرنا أنفسنا ..
فما بين الثبات أو الوقوع ..
و ما بين الوصول أو التيه ..
و ما بين المقاومات و الانجرافات ..
و ما كان للحياة نصيب من اختياراتنا الحادة و لا "كلاشيهاتنا" ..
و هى لا تجرى على هذا النسق ..
قال صلى الله عليه و سلم : ((سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لن يدخل الجنة أحداً عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة، واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلَّ)).
عجباً لكل سجن صنعناه بأيدينا و مشينا بخطى ثابتة إلى داخله منشدين التحرر !

صحيح : ماتبقاش تنسى و أنت بتقاوم الاستغراق , إن مقاومة الاستغراق استغراق =P =D
 

بقــرة .. صفــراء

اللهم جنبنا شر التعنت و المبالغة و الإفراط ...
فالأمر الإلهى يأتى ببساطة "أن تذبحوا بقرة " , التعنت البشرى فى تنفيذ الأمر الواضح للرب الواسع إلى أن تصبح بقرة صفراء ! 
"الرب واسع و البشر ضيقين"
اللهم إنا نستغفرك من كل باب استخدمتنا عليه فبالغنا فكنا أهلاً للاستبدال !
اللهم رحمتك ..
اللهم عفوك ..
اللهم مغفرتك ..
اللهم صفحك الجميل ..

هويــة

لكل هويته ..
تعرفها فى أدق تفاصيله ..
فى اختياراته ..
فى ألفاظ لا ينطقها سواه ..
فى هيئة عامة و فى شكل ..شكلـ"ه"..
و فى روح و فى حضور و تواجد قبل الوجود ..
و فى أثر قلمه على أوراقه ..
و فى أثر أفكاره على عوالمهم ..
فى .. نفسه ..
فيه ..
لأن فيه انطوى العالم الأكبر ..
لأنه لا نفس تشبه نفساً أخرى ..

"المجد للناس اللى مش شبه حد"