Friday, November 8, 2013

على هامش التجربة

هذا و من الآثار السلبية للتجارب المختلفة أنها تترك لك استنتاجات , تعيد تشكيل معاييرك و مفاهيمك , تتصاعد المعايير بشكل غير متوقع و تقل التوقعات فى الوقت ذاته بطريقة تمنعك من الإندماج فى واقع أبعد ما يكون عن تصورك المفترض عن الواقع , و لأن الآثار السلبية لما مضى لا تمحى بسهولة و لا تستحدث من عدم فاحتمالية تشكيل واقع جديد تريده ليست كبيرة , تؤمن أن الوصول للأفضل مع الوقت ممكن , و أن تجنب أخطاء الماضى أيضاً غير بعيد , بينما يستمر السعى نحو الكمال بمعايير جديدة حيث يبتعد الكمال و الجمال .. الانبهار .. السعادة .. و كل المعانى , جل ما أخشى أن يتوقف السعى يوماً لإدراكنا ببعد ما نريد و عدم تقبلنا لحقيقة أننا لن نصل إليه ..

لتقريب الصورة : استحضر نموذج عواجيز الفرح =D


Sunday, November 3, 2013

الذى لا يعول عليه

التجلي المتكرر في الصورة الواحدة لا يعول عليه
جميع ما يرد عليك و أنت تجهل أصله لا تعول عليه
كل حال يدوم زمانين لا يعول عليه
كل حضور لا يتعين لك في كل شيء لا يعول عليه
كل تمكين لا يكون في تلوين لا يعول عليه
كل كلام لا يؤثر في قلب السامع مراد المسمع فهو قول لا كلام .
كل سكر لا يكون عن شرب لا يعول عليه
كل بقاء يكون بعده فناء لا يعول عليه
كل فناء لا يعطي بقاء لا يعول عليه
كل نفس لا تنشأ منه صورة تشاهدها لا يعول عليه
كل عبودية لا يتعين سيدها لا يعول عليها
كل بلاء لا يكون ابتلاء لا يعول عليه
كل معرفة لا تتنوع لا يعول عليها
كل صدق يُسأل عنه لا يعول عليه
كل شوق يسكن باللقاء لا يعول عليه
كل محادثة لا يكون العبد فيها لا يعول عليها
المعرفة إذا لم تتنوع مع الأنفاس لا يعول عليها
كل مشهد لا يريك الكثرة في العين الواحدة لا تعول عليه
كل امتزاج لا يعطيك أمراً لم يكن عندك من قبل وجوده لا يعول عليه
الحكمة إذا لم تكن حاكمة لا يعول عليها
الأدب إذا لم يجمع بين العلم والعمل لا يعول عليه
السماع إذا لم يوجد في الإيقاع غير الإيقاع لا يعول عليه
المكان إذا لم يكن مكانة لا يعول عليه .
محى الدين بن عربى 

:) :) :) :) 

ألوان البهجة

أحن بشدة , إلى أيام لم يكن للبهجة فيها مفهوم واضح بل كان لها صدى و أثر باقى فى القلب و طريق يمهد إليها أعرفه أو حتى أتوقعه فلا أخطئه .. 


قصاقيص صباحية

-“من يبغى الأرتقاء ” باستمرار “، عليه ان يستعد يوماً للإصابة بالدوار. لكن ما هو الدوار ؟ أهو الخوف من السقوط ؟ ولكن لماذا نصاب بالدوار على شرفة السطح حتى ولو كانت مزودة بدرابزين متين ؟ ذلك ان الدوار شىء مختلف عن الخوف من السقوط . إنه صوت الفراغ ينادينا من الأسفل فيجذبنا ويفتنا. إنه الرغبة فى السقوط التى نقاومها فيما بعد فنصاب بالذعر”
— ميلان كونديرا / كائن لا تحتمل خفته


-أنا المتيم بإبداع الله، لا أرى سواه فى كل ما يلمس القلب على هذه الأرض، بداية من جملة موسيقية رصينة وصادقة مرورا بتمريرة كرة متقنة من لاعب موهوب أو فى طفلتى عندما تهذى بحروف مبهمة فى أولى محاولاتها للنطق وتشكل هذه الحروف فى مرة كلمة بابا بالصدفة البحتة، فى سجدة تطول دون سابق ترتيب، فى معجزة رائحة الجوافة الساحرة، فى بهجة بلّ الريق بعد عطش، فى إنسان يقول جملة مفيدة موحية قد تغير حياتك، فى أموال تنتظرها من جهة فلا تأتى، ثم تداهمك بغزارة من حيث لا تتوقع، فى الراحلين الذين يدميك فراقهم فيزورونك فى الأحلام يطبطون عليك، قادمين من بلاد مجهولة تتمنى لو تسألهم عنها، فى الأصابع التى تتحرك الآن على الكيبورد، فى الجنود المجهولين الذين يملؤون حياتنا.. الحارس اللى على العين الذى يظهر وقت الخطر والملائكة التى تحمى الأطفال من اندفاعهم الفطرى والبركة التى تضاعف رزقا قليلا والعقاب الفورى الذى يدفع شخصا ما أن يقول لك (شفت ربنا؟).. كلما حدث معى هذا الموقف لا أجد ردًّا سوى أننى (مش شايف غيره).
فى الأسئلة التى لا إجابة صريحة لها.. مجرد يقين يستقر فى قلبك، فى شعورك أن الحياة حلم ستعرف تفسيره بعد الموت، فى دهشة المرض وفى عز قسوة الألم وفى ضحكة عميقة من المستحيل أن تقدر على شرح كيف انطلقت من داخلك، ولماذا تركت بداخلك هذا الشعور المريح، فى الترتيبات القدرية المذهلة التى تثبت لك أنك أسأت التخطيط وأنه صحيح أن الحتف قد يكون فى التدبير أحيانا، فى دعاء يستجاب فأفرح وفى دعاء لا يستجاب فأوقن أن الفرحة مدخرة لوقت لاحق فى أمر آخر، فى لغز الوقت.. فى اللحظة التى نفشل جميعا فى الإمساك بها ولا نعرف من أين أتت وإلى أين انصرفت. فى راحتك للونٍ ما وامتعاضك من آخر، فى يد غريبة تمتد لتنقذك من أمام سيارة مسرعة صاحبها لا يعرفك، لكنه يعرف أن حياتك مهمة حتى لو كنت أنت غير متأكد من ذلك، فى أقسى لحظات الشك وفى أصفى لحظات اليقين، فى معجزة الشفاء، وفى لوعة الشعور بالجوع، فى صوت دقات القلب عندما تضع رأسك لتنام على إيقاعه، فى غموض فكرة النوم، فى الإيمان بأنك مدين بالشكر فى كل مرة تستيقظ فيها من جديد، فى مواصفات يمتلكها كل واحد للفرحة تختلف عن الآخرين بحيث لا تتضارب الأفراح فيستأثر بها واحد، بينما الباقيين كلهم باصين له فيها، فى ذهولك بالتقدير واللطف، فى النعم وفى رضاك بحرمانك منها، فى قدرتك على أن تسمِّى الأشياء. معجزة أن أول ما تعلّمه سيدنا آدم هو الأسماء، تلك المعجزة التى يبدو الخرس أرحم من عدمها كثيرًا، على الأقل ستكون محروما من القدرة على الكلام، وهو أمر لا يقارن بقسوة أن تمتلك القدرة على الكلام ولا كلمات.
الإيمان بالله (مش شطارة) بل نعمة تتحول بمرور الوقت إلى اختيار تتمسك به، ويخدعك من يقول (ربنا عرفوه بالعقل) فكم حفل تاريخ الملاحدة بالعباقرة، الحقيقى أن العقل قد يحول بينك وبين المعرفة.. فطوبى للمجاذيب.
عمر طاهر


Saturday, November 2, 2013

Healing

 
هذا و قد شارف العام على الانتهاء ..
قرب النهاية أضع يدى على نقطة واضحة وضوح الشمس , لا تخفى على , بل لا أقوى على إخفاءها لأكثر من ذلك ..
هذه الروح بحاجة عاجلة إلى "ترميم" ..
أما و قد عرفت الوجهة بقيت الرغبة و القدرة ..
هل أنا حقاً راغبة فى ذلك ؟ و هل أستطيع فعل ذلك بهذا القدر من التراكمات التى تصاحبنى ؟
السؤال الأول إجابته نعم , بل بالتأكيد .. فما دمت قد تجاوزت مراوغات الاعترافات الأولى فلعلى على عتبة التغيير ..
و إذا ما جاء الحديث عن القدرة فلا أعتقد أنى أستطيع ..
ها نحن قد داوينا حتى مرضنا , و احتوينا حتى امتلأنا , و فكرنا حتى أفلسنا , و حاولنا حتى أنهكنا , و جربنا حتى توقفنا , و خُذلنا حتى حُيّدنا !
فماذا بعد ؟ و كيف لنا بطاقة على أى ترميم ؟
هو عجز .. أتذكر قيمة "العفو عند المقدرة" , أن تقوى على الفعل , و تتركه ترفعاً , ليت لنا بهذا القدر من التقبل و التفهم فى حياتنا حتى فيما بيننا و بين أنفسنا -بل بالأخص فيما بيننا و بين أنفسنا- , أن تمتلك زمام أمور ذاتك بما يؤهلك للتغيير و لكن الاتساق هو ما يمنعك فتختار التعايش !
 
لا أعلم شكلاً محدداً لرحلة الترميم المزعومة تلك ..
قد تكون فى منتهى البساطة و قد تصبح للتعقيد أقرب ..
الحياة عموماً تستعصى على التبسيط ..
 
قد تكون ببساطة لحظة من التأمل لغروب شمس يوم ما , صمت .. نسمات هواء رقيقة تداعب الوجه .. فابتسامة رضا تغسل الروح تماماً .. فبداية جديدة ..
 
قد يكون للرحلة طعم سعادة لحظة تعلو فيها الأمواج لتغرقك أيها المتأمل فيها حتى يرتفع صوتك بالضحك و روحك بالمرح .. -للغرق أشكال كثيرة -
 
قد يكون للرحلة نكهة الحكمة المكتسبة من خبرات التيه المتكررة لأعوام طويلة , حيث تستوى الحياة و الممات , خفة و ثقل الروح , حيث تزهد الخط الفاصل لإدراكك بالتشابه المتكرر بين المتناقضات , خط وحيد تميزه بجدارة .. ما بين الزهد و اليأس ..
 
و لم لا تكون رحلة داخلية أكثر منها خارجية ؟ هدوء داخلى و سلام هنديين تتحرك بهما وسط صخب و ضجيج و تعقيد هذه الحياة ؟!
 
و قد يكون الترميم مهمة شخص غيرك , يأتيك منقذاً منقباً فيك عن كنوز أخرى لروحك لم تنفذ بعد .. اكتشاف من جديد بعيون مغامر , يختلف كثيراً عن محاولة بعث بعد الممات !
 
أو نترك للسفر - بكل معانيه- هذه الممة , ترحال حقيقى و تأمل فى وجوه لا تعرفها , أحاديث عابرة سطحية و عميقة , تعلق و ترك , وطن و غربة , مدن جديدة فى الليل و النهار .. تتأملها , أطعمة و موسيقى و صلوات .. بحث يخرج بك منك لفضاء أكثر وسعاً ..
 
أو تفنى ....
فتلقى بروحك على أعتاب قوة أكبر لتقوم بهذه المهمة بالشكل الذى تختاره , يكفيك صدق الطلب ..
تتفانى فى طلبك , فى رغبتك الصادقة فى الحياة عوضاً عن الاستمرارية و العيش فحسب !
أن تتمنى بصدق قوة الاختيار و التحرر من ردود الأفعال ..
أن تنسى كل شىء و تتذكر كل شىء فى الآن ذاته , تتعلم فتنمو روحك و تسامح و تطلق للرحيل العنان ليطهرك و يسمو بك ..
و إن كان الرحيل لجزء منك , فنعم .. قد تصبح تراكماتنا يوماً جزءاً منا لا نحسن التخلى عنه فتضيف للسجون سجن آخر ..
و من الآن لحينها , ليت السبيل يتسع للرحمة فتأتى و ترافقنا ... ترفق بنا , و ترزقنا الرفق بغيرنا فالكل فى رحلة "نقاهة" إن جاز التعبير من أوجاع الحياة ..
مرضى نحن بها ..
و يا لصغر الآفة ..
و يا لرخص المرض ..

Healing
 
 

Friday, November 1, 2013

يوسف

يوسف : أنا كنت بتفرج على كارتون , البطل طلع له اتنين جنيات كانوا بيحققوله كل اللى نفسه فيه
أنا : طب لو عندك زيهم يا يوسف , تطلب ايه ؟
يوسف : ما أنا عندى.. عندى مية زمزم فى البيت ! و هى مية زمزم بتعمل ايه ؟
أنا: بتعمل ايه ؟
يوسف : بتحقق كل اللى إحنا عاوزينه , دة أنا طلبت طلبات .. كتيييييير
أنا : طب ممكن المرة الجاية و أنت بتشرب من مية زمزم تطلب لى معاك طلبات حلوة
يوسف : ماشى.. أطلب لك ايه ؟
أنا : أطلب لى على ذوقك
يوسف : ممممم طيب حفكر فى البيت , بس أنتِ اسمك ايه عشان أقول للمية ؟
أنا : أنا اسمى دينا
يوسف : دينا .. اسمك حلو, شبه "دين".. اللى بناخده فى كتاب الدين , استنى أجيبلك كتاب الدين أوريهولك :) :)
أنا: ماتنساش يوسف حسألك المرة الجاية طلبتلى ايه
يوسف (و هو بيجرى عشان يجيب شنطة المدرسة): ماشى :)
 
يوسف فى أولى ابتدائى ..
براءة و بساطة الأطفال و قدرتهم على إنهم يبعتولك رسايل كتير هما نفسهم مش قاصدينها مبهرة ..
سبحان الله :)
 

Tuesday, October 15, 2013

سقانى الغرام


"أعرف أن ما لا أعرف سيكون دوماً أجمل ! فلا أحزن على فوات ما أعرف !
يبقى ما هو حقيقى أفضل بمراحل مما هو متوقع "
أصبحت على يقين من ذلك على مدار الأيام السابقة ..
و ككل الأشياء الجميلة , جاء ذلك اليوم بلا توقع و لا تخطيط منى ..
وجدتنى هناك .. و كفى ..
تلك اللحظات التى تتمنى لو أن الزمان يتوقف عندها إلى الأبد ..
لو أن فى وسعك أن تأخذ منها نسخة و تحملها فى قلبك دوماً لتتمكن من استرجاعها بين الحين و الحين ..

#الأماكن
أقترحت صديقتى أن نذهب فى العطلة إلى القاهرة مع رحلة للجامعة , برنامج الرحلة سور الأزبكية , مسجد الحسين , و الجامع الأزهر .. ليوم واحد و نعود إلى هنا ..
ماطلت كثيراً قبل أن أصل إلى قرار حاسم -كعادتى- و رميت كل الحمل على الظروف علها تدبر ما لا أستطيع تدبيره ..
فى الحقيقة , كنت خائفة ..
أعلم أن الأماكن تخبر من يصغى لها بالكثير ..
هل أنا على استعداد أن أستمع لحكايات المكان ؟ بلا سابق توقعات / شروط ؟! لست أدرى ..
و أضيف إلى ذلك أنها ستكون زيارتى الأولى لكل هذه الأماكن ..
أن تذهب إلى مقهاك المفضل فتلتقى بشخص و يصبح كل منكم للآخر صديق فى بعض دقائق , هذا ما يحتمل حدوثه مع مكان ما فى زيارتك الأولى له , فقط لو استمعت .. 
الأماكن كالأشخاص , بعضها يحتويك و بعضها يطردك ..
بعضها وطن , و بعضها غربة فوق اغترابنا القديم ..
و حديثها بعضه صريح , و بعضه لا يخلو من تلميح تعول على اجتهادك فى فهمه ..
فهل أنتِ على استعداد للاستماع لحكايات الأزهر و الحسين ؟!

#خط_فاصل
جاءت الرياح بما لا تعرف السفن هل تشتهيه أم لا ,, و وجدت نفسى هناك ..
على طرفى ال"مسطرة" , تجد القاهرة فى طرف و الإسكندرية فى الآخر ..
من تربى هنا لا تناسب روحه حياة هناك , و بالعكس ..
القاهرة مدينة مزدحمة , خانقة , يعلوا كل شىء فيها التراب , لا ابتسامات , لا ضحكات , هواها ثقيل , و أناسها تائهون فى ضغط حياة العاصمة ..
و لقد قضيت قسطاً طويلاً من عامى هذا أبحث عن "الخطوط الفاصلة" بين كل شىء و نقيضه ..
وجدت واحداً ظاهراً جلياً , بلا تعويل على البصيرة ..
أسوار المسجد الأزهر ..
فاصل ما بين ما بداخلها و ما بخارجها ..
يفصل عالمين عن بعضهما البعض ! 

#ساحة_الأزهر
تعبر البوابة الضيقة , لتجد نفسك فى ساحة مهيبة واسعة , براح يحتويك من كل جانب , سماء فوقك , و نسمات نور و لطف و رحمة تحيط بك من كل جانب ..
خطوات واثبة فى البداية عبرت بها البوابة , ثم خطوات متثاقلة أمام هيبة المكان ..
ثم وقوف , تبعه جلوس فى الساحة بلا كلمة واحدة ..
مر كل شىء بمنتهى التلقائية , حتى الدموع انهمرت بلا سبب , بلا داعى ..
لست ممن تجيد دموعهم التعبير عما فى داخلهم , و لست ممن يلجأون لها عادة , إلا أنها هذه المرة هى التى لجأت لى , ربما شعرت بهول الموقف و قدرت أنى فى حاجة إلى مساعدة ! انعقد اللسان , و توقف العقل عن أى تفكير ..
و تتابعت دقات القلب .. و أشعر بنورغامض , هناك تأكدت أنه وحده القلب قادر على إحتواء الله , وحده , مهما بلغ العقل من التدبر و التفكر و الحكمة , وحده فى لحظة نور يهرع إلى محرابه , يمكث هناك , يهرب من صاحبه , من الناس , من الأفكار , من كل شىء .. و يتوجه بصدق لله وحده بغير قيود ..
فيم كان الخوف ؟
و كل شىء يشى بسلام و سكينة و احتواء ..
تشعر أنك نقطة فى هذا المحيط الزاهى , و ترضى بذلك أشد الرضا ..
أمر بعينى على كل تفصيلة , كل قنديل , كل عامود , كل لافتة , كل رواق , كل مكان ..
"الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " 
"و من لم يجعل الله له نوراً فماله من نور"
كتبت على القناديل , يمتزج الضوء فى القلب بأضواء الساحة فى لحظة رفع أذان المغرب , بلا مقدمات أيضاً , تنهمر الدموع من جديد ..
و تسبح رب واحد قادر على أن يوحد كل شىء فى تفصيلة زمنية و مكانية بارعة الإتقان و يعيد توجيه هذه المبعثرات فى انسيابية إلى وجهته وحده ..
لم يتمكن منى مكان من قبل إلى هذه الدرجة ..
كانت زياتى الأولى , و لكنى شعرت أنى أعود إلى أرض أعرفها جيداً , بل كنت أعلم أن العودة تأخرت ..
رأيته من قبل ..رأيته فى عيون عماد عفت  ..
رأيته فى منامى ..
رأيته فى أفكارى و وسط أحلام المستقبل ..
و رأيتنى معهم أجلس مع شيخى فى حلقات , يجمعنى به و بالمكان العلم .. 
كان كما رأيته , بل أجمل بكثير ..
للجمال قدرة مبهرة على تطهير الروح .. 

#عماد_عفت
أن تحيا فى مكان ..
و يشكل منك المكان جزءاً كبيراً و تضيف أنت لوجدان المكان روح جديدة ..
أن تقضى حياتك فيه , و الحياة غير المعيشة .. 
و أن تصبح من الذين يَحيون و من بعد حياتك من الذين يُحيون الكثير فى نفوس البشر ..
أن تشهده على مماتك , و أن تمر به جثماناً كما مررت به و أنت تنبض بالحياة ..
و أن تقترن أنت بمكانك فى ذاكرة أناس لم تعرفهم و لن تلتقِ بهم ..
كانت روحه تحيط كل شىء هناك , أتذكر جنازته المهيبة فى هذه الساحة , أتذكر الهتاف , و أتساءل , فى أى ركن كان يقرأ القرآن ؟ و أى موضع كان المفضل لديه ؟ و أين صلى ؟ و كيف اجتمع بتلاميذه ؟ و ماذا ترك لهم ؟ 
قطعت أفكارى جنازة تمر بالساحة , و ذهبنا لأداء صلاة الجنازة ..
دعوت للمتوفاة كثيراً , جعلها الله سبباً فى أن تصالحنى على فكرة "الموت" ..
إنها الحياة .. تبدأ لتنتهى ! 

#الرفقة
من بين كل البشر ينعم علينا المولى برفاق الدرب ..
و من بين رفاق الدرب يحيطنا الله بهؤلاء "أصحاب الحضور الخفيف" ..
صحبتهم رفقة و خلوة فى آن واحد ..
لا يفصلون بينك و بين نفسك , بل يعينوك عليها و يأخذون بيدك إليها فى رحلة تعارف جديدة فى حضورهم ..
هم الجزء الأجمل من كل لحظة , و التفصيلة الأهم فى كل لوحة جمالية ..
و هم من يحتفظون لأنفسهم بمنزلة (الجزء) من (الكل) بكل تراضى ..
كل شىء معهم ..موصول بهم ..
كانت هذه الرفقة هى الأنسب لهذه اللحظات ..

#غياب
الغياب .. كلمة أصبحت آلفها ..
بعض الغياب .. يكسر فى الروح شيئاً ..
بعض الغياب .. يتركك "بهتان" , و "مطفى " .. بلا روح ..
رغم ألمه , أفضل النوع الثانى .. يشى بأن حضور هؤلاء الغائبون ألوان و حياة رغم كل شىء ..
لا يدهشنى تواجد الحضور , بل تواجد الغائبين ..
و لا أندهش من السؤال : هل من سبيل للحضور ؟ بل أندهش لإجابة واحدة .. يا ريت ..
أتذكر الثنائى إياه , جلال الدين الرومى و شمس التبريزى ..
و لا أندهش أن تود حضور أحدهم ..
بل أندهش حينما تود الذهاب إليه ..
و إذا كان للغائب الحضور , فلا تدهشنى الصحبة ..
بل أندهش حينما يكون هذا الحضور المجازى , أقرب إلى ... رفقة ! 
و الفرق كبير ..
"حياتك حافلة , مليئة , كاملة , أو هكذا يخيل إليك , حتى يظهر فيها شخص يجعلك تدرك ما كنت تفقده طوال هذا الوقت . مثل مرآة تعكس الغائب لا الحاضر , تريك الفراغ فى روحك , الفراغ الذى كنت تقاوم رؤيته .المهم هو أن تعثر على الروح التى تكمل روحك , فقد قدم الأنبياء جميعاً النصيحة ذاتها : جد الشخص الذى سيكون مرآتك "
أنعم الله علىّ بالكثير من المرايات .. لله الحمد .. 


#على_الطريق 
"تكتسب الأماكن فجأة معنى جديداً حين تتعرف على حكاياتها، ربما ليست الحكاية الكاملة ولكن ومضة من الحكاية، جانباً منها يُضئ المكان فجأة فتراه ولم تكن تراه وتدركه، وحين تدركه وتعرفه يملكك بحق الحيّز الذي يشغله في عقلك ومخيّلتك، باختصار، بحق إسهامه في تكوينك واستقبالك لهذا الوجود " 
هكذا كان المرور على ماسبيرو , نادى الحرس الجمهورى , المتحف المصرى , مداخل التحرير ..
لا قيمة لكل هذه الأماكن , لولا الدماء التى سالت عليها .. 
أتسائل , كم شخصاً من المرور يستشعر ذلك ؟
فأجد أحد رفقاء الرحلة يدندن : بندعيلكوا ...=) 
"يا شايلينكوا على الاكتاف
بننعى دمكم بهتاف
و ندعيلكوا
غموس الناس و عيشها الحاف
بيدعيلكوا
و درس العربى ف الأرياف
بيدعيلكوا 
و كل جنية زيادة ف جيب
موظف هيئة الإنتاج
و ابنى اللى ف علم الغيب
و أمى اللى حتلقى علاج
و أرض المعتقل لما
 حتفضى.. أكيد حتدعيلكوا
و كل ظلومة ما اتظلمتش
و كلمة حق ما اتكتمتش
و كل قلم نِقِص ف القسم
و كل علامة مش ف الجسم
بتدعى لكل وش و إسم
من اللى عندكم ...منا
يجوز حيكونوا من جيلنا
يجوز حيكونوا أولادنا
يجوز حيكونوا م الاتنين
لكن ندرن عليا و دين
لا تيجى عيالنا تشبهكوا
تبوس على رجل أصغر شاب
و ترفع رايته زى ما حب
و تحفظ صم أساميكوا
و من آخر نفر فيكوا
لأولكوا
حتدعيلكوا"

زرنا الأزهر ..
ليتنا أينما نزرع .. نزهر .. 
مر اليوم , و لم يمر..
توقف الزمن عند هذه اللحظات .. 
كان طريق العودة ساكناً صامتاً مثلنا ..
لا يقطع السكون إلا صوت المسجل , تنطلق منه الكلمات الأنسب .. 
"أمر على الأبواب من غير حاجة , لعلى أراكم , أو أرى من يراكم , سقانى الغرام كأساً من الحب صافياً , يا ليته ..لما سقانى سقاكم " 
يا ليته لما سقانى سقاكم :) 

Tuesday, September 10, 2013

حبة هوا :)

-1-
-2-



-3-



-4-



-5-



-6-



-7-



-8-



-9-




-10-



-11-



-12-



-13-



-14-







Saturday, September 7, 2013

مباراة الاعتزال

الثالثة صباحاً
8-9-2013
يقولون أن الحياة تبدأ بعد الستين ..
حيث يصل الشخص إلى تلك النقطة من العمر ..
ناظراً خلفه ..
راضياً عما تم , و متصالحاً مع ما لم يتم ...
مقدراً لتجربة طويلة أدرك خلالها أنه قدم لهذا الكوكب ما أراد أن يقدمه دوماً ..
أو متعايشاً مع حقيقة جديدة استقرت بداخله و حورت من مفاهيمه مفادها أنه : كوكب مايستاهلش !
حيث يكفيك ما حدث عن ما لم يحدث ..
ربما لأن السلام الداخلى و الحكمة يقومان بعرض مغرى قد لا يتكرر ..
و ربما لأن الوقت قد أصبح أضيق بكثير - أو أنك أدركت ذلك فجأة - ..
و ربما لأنك إن لم تستطع يوماً ما فلن تقدر اليوم !
حيث تختار ...
اختيارات تعبر عنك فى حدث نادر ..
لا مجال للمساومات ..
تختار مكان تحبه ..
و صحبة تستهويك - أو تفضل صحبة الذات - ...
و ترحل ..
شىء يشبه مباريات الاعتزال ..
أفكر فى هذه اللحظة دوماً ...
أعرف فى داخلى أنى ابنة العشرينات , فى مصر , فى الألفية الثالثة ..
أدرك أن أسباب الوفاة كثيرة من بينها " الأسباب المذكورة فى السطر السابق ! "
و لكنى أتوق حقاً إلى مباراتى..
أنتهى فيها , لأبدأ من جديد ..
سعيدة بكل ما حدث , متصالحة مع ما لم يحدث ..
مستمتعة فى انتظار النهايات ...
سأختار المكان : أسوان , أبعد مكان ..
سأختار الصحبة : وحدى ..
و سأختار التوقيت : فى شتاء عام ما ..
تموت الأحلام فقط حينما ننساها ..
و إنى , إن وصلت إلى هذا العمر و معى من القدرة على الحلم مدد ..
وقتها .. سأهمس لروحى بيقين قائلة : لم أزل منصور , و لم أهزم ...
سأكون بعد مريضة بمس من الحلم , لم تشفينى منه الأيام ..
وقتها فقط سأدرك أنى على مشارف وصول سالم !
 
 

Friday, August 30, 2013

سنصعد هذا الجبل

توجّع قليلاً، توجّع كثيراً..
سنصعد هذا الجبل.
متعبين تماماً، وحولي وحولكَ، يأسان،
يأسي ويأسك
رعبي ورعبك يا صاحبي
نحن لسنا جبانين أو بطلين
ولكننا ولدان بسيطان
مثل مكاتيب فلاحة غربوها
بسيطان
مثل نعاس الرعاة
ومثل العطش
بسيطان كالعائدين من الحقل إلى البيت
بسيطان كالعائدين من الويل إلى البيت
بسيطان..
يا ليت قصّتنا مثلنا
الطريق إلى السهل. هذا الجبل
الطريق إلى الأهل .. هذا الجبل
كل ما تشتهي، كل ما اشتهي،
يبدأ الآن أو ينتهي..
والأمل
ذروة اليأس يا صاحبي
الأمل
توجع قليلاً، توجع كثيراً
فإن الأمل .. ذاته .. موجع ..
حين لا يتبقى سواه
سنصعد هذا الجبل..
 
#مريد _البرغوثى
 
و فى سياق منفصل متصل ..
تضيق بنا الأرض أو لا تضيق ..
سنقطع هذا الطريق الطويل :) #درويش
 

Sunday, August 25, 2013

ذهاب - عودة

أمر باسمه إذ أخلو إلى نفسى ..
كما يمر باحث بمعلم ..
أتذكر تجربته دوماً بكل تفاصيلها ..
و لا أقوى أن أقول أنى أشبهه , فلا مجال لمقارنة مثلى بمثله ..
و لكنى أحاول أن أتشبه به ..
و أن أتمسك بشغفه فى البحث عن الحقيقة ..
فى قدرته على أن يلزم هذا الأساس , و هذا الأساس وحده " البحث عن الحقيقة " ..
بصدق , بثبات , بشغف ..
أعرف يا سيدى , أن الصدق , و الشغف و محاولات الثبات جد مرهقة ..
أعرف ذلك جيداً ..
و أتساءل كيف لوجهك الذى ترك الزمن عليه تلك التجاعيد و علامات الحزن العميق أن يكون باسماً دوماً ..
تلك الضحكة الصادقة التى تنعكس على عيونك , و تنم عن رضا عميق ..
رضا لم يصل إليه بعد من لم يرى نصف ما رأيت فى حياتك !
تلك العيون التى لا تزال قادرة على الابتسام , التى لا تزال تحمل الشغف برغم كل ما رأت ..
أخبَرَتنى من قبل أنى على الطريق الصحيح ..
أعادت توجيهى ..
حفزتنى ..
و ابتسمت لى بدموع فرح ..
وجهتنى و أرشدتنى ..
عيون تستحق لأن تقرأ آلاف المرات ..
أنعم الله علىّ بك ..
تتابعنى بصمت دوماً ..
"سعيت إليك و فى الفؤاد تهيب لصمتك هذا و احترام كبير" ..
أقدر ذلك أجل تقدير , أعرف أن مثلك لن يختار أبداً أن يفرض تجربته على الآخرين ..
تتابع بسعادة أحياناً , بترقب أحياناً , بتأمل , بتوجيه , أو بتأنيب و دوماً فى صمت ..
جاءت كلماتك الأخيرة مفاجأة لى ..
"عيدى .. و راجعى " ..
و فاجئتنى غياب ابتسامتك الحانية أكثر و أكثر !
لم أتكلم ..
"فالصمت فى حرم الجمال .. جمال" ..
ماذا أقول فى هذا الحضور الطاغى ؟
تعرف كم أخشى العودة إلى الدروس التى تعلمتها سابقاً ..
تعرف أنى أقاوم ذلك دوماً ...
أخاف أن يمر العمر مروراً بنفس الدوائر المفرغة ..
أشعر أنه من علامات تبجيل المعلم أن يستوعب التلميذ الدروس سريعاً ..
ما زلت متسرعة , أعرف ..
أفكر فى كلماتك منذ قلتها ..
العودة ..
قد تحمل العودة فى حد ذاتها كسراً للكثير من الدوائر ..
قد تحمل فهماً أعمق لدروس قد تعلمناها مسبقاً ..
و قد تحمل فهماً جديداً لنفس الدرس ..
قد لا تحمل هذا و لا ذلك , قد تنفرد فقط بكسر شعورنا بأننا "تعلمنا" و انتهى الأمر ..
بأننا أصبحنا أكبر , و أعلم , و أقدر على التمييز .. وهم كبير , يحتاج كسره إلى الرجوع آلاف المرات حتى يتلاشى نهائياً ..
قد تعيد الـ"أنا" إلى وضعها الحقيقى و تمنعها من التضخم ..
مثقال ذرة من كبر تشوه الوجهة , و تدمر البحث , و تضللنا فى طريق الحقيقة ..
كنت على حق كعادتك ..
سأحاول أن أعرف إلى أى الأشياء وجبت على العودة ..
سأجاهد و سأحاول بصدق ..
و سأنتظر توجيهك دوماً ..
أكرمنى بذكرك لى عند ربك ..
 


 
 
 
 

Sunday, August 4, 2013

فيلم رعب

أن يتأثر ما بقى من فطرتنا النقية بكم القبح من حولنا ..
أن نقضى العمر متنقلين بين نفس الدوائر المفرغة ..


أن نصنع لأنفسنا من الهواء "سجون " , و ندخلها بكامل إرادتنا طالبين الحرية !
أن تتحول مع الوقت إلى نسخة مشوهة ما هى إلا انعكاس لكل من و ما قابلت فى حياتك ..
أن نرد على أعقابنا ..
أن لا نعرف الحق إذا ما اختلف فيه ..
أن نعرف الحق , و تصدنا أمراضنا و أهواءنا عن اتباعه ..
أن لا نعرف من الأساس ..
أو أن نعرف و لا ندرك ..
أن نعرف و ندرك و لا نلزم ..
أن نعرف , ندرك , نلزم , و لا نثبت ..
أن ننشغل بنا أو بهم عن طريقنا ..
أن ننشغل بطريقنا عن الله ..
أن تزدوج المعايير , و ننظر إلى الأمور بأكثر من عين ..
أو أن ننظر إلى الأمور بعين واحدة , هى عين "النفس " ..
أن يستعصى علينا الصدق مع الذات , و لا نجد سبيلاً إلى الاتساق ..
أو أن تشمل روحنا "ذوات" مبعثرات , لا تشبه إحداهما الأخرى ! تتنازعك كل منهم !
ألا نتحرى الإنصاف و الصدق فى رحلة البحث عن الحقيقة ..
أو أن تأخذنا الطرق الفرعية بعيداً عن طريق البحث عن الحقيقة ..
أن يحدث كل ذلك , و لا نراه !
أو أن نرى أنه لا يمكن له الحدوث !
#يا_رب

Thursday, August 1, 2013

هذا الصباح

أهلاً .. هكذا أرحب بيوم جديد .. 
اليوم ..
اليوم الذى بدأ مختلفاً عما سبق من أيام لدرجة تستحق الترحاب الحار ..
أكتب ..
لألملم ما بعثر فى أرجاء روحى ..
ما أهملته كثيراً ..
ما لم أكن أعلم حتى بوجودة فى أوقات كثيرة ..
وحدها الأوراق البيضاء , الفارغة , الممتلئة بكل شىء , وحدها الأقلام تعين على ترتيب المبعثرات ..

 
#قراءة و تفكر ..
قراءة فى تفاصيل حياة الغير , أن تقرأ كلماتهم بأعينهم , أن تحيا معهم تجاربهم إلى النهاية , أن تتلبسك أفكارهم عن الحياة , الموت , الصداقة , النجاح , الحب , العمل , العائلة .. عن كل شىء كتبته أيديهم ..
أن تشعر بمزيد من الامتنان إلى المولى , بأن خلق البشر بهذا الاختلاف , التنوع , بأن أثرى البشرية بتناقضات , بمشاعر , بأفكار , بمسارات مختلفة لكل شخص تتقاطع أحياناً لتنتج شيئاً أروع .. أعمق .. و أجمل دوماً ..
ثم تأخذك كلماتهم إلى كلماتك التى نسيتها .. افتقدتها ..
افتقدت رائحة القلم الجاف على الأوراق , و افتقدت صوت القلم الرصاص فوقها , و افتقدت كرهى للغة حينما تضيق بنا و لا نجيد التعبير , و افتقدت عشقى لها حين تخدمنى و تخبرنى عنى ما لا أعلمه , افتقدت "التمويه " و وضع الـ"نوتات" المختلفة فوق بعضها البعض , بترتيب الأحدث فى القاع و الأقدم على القمة .. و القذف بهم جميعاً بعيداً عن متناول يدى ! أتركهم فترات طويلة , ثم أعود لأقرأ كل ما فيهم دفعة واحدة ! و كأنه الوقت الكافى لتعتيق النسخة القديمة منى ! أو الوقت الكافى ليحافظ على من الصدمات ,أو الوقت الكافى لأدرك كم تغيرت الأمور , أو الوقت الكافى لأصل لتصالح ما مع نسختى القديمة ...
فكل يوم يحمل نسخة تختلف عن سابقتها !
أتعجب .. كيف استطاع هذا الكم من البشر فى حياتى التعايش مع هذه الحقيقة ؟!

 
#حنين
ثم حنين , فى هذا الصباح يزورنى ..
حنين إلى المستقبل , المستقبل الذى لا أعرف عنه شيئاً بعد و لا عزاء لوهم التحكم فى الحياة !
قضيت سنيناً من العمر أخشى تلك اللحظة , التى أكون فيها على نهاية طريق ما , و على مفترق طرق لآخر سوف يبدأ , فأقف فى ذهول لا أعرف كيف أختار ؟ أو ماذا يجب أن أختار ؟! غلفت الخوف بكلام عن الـ"تخطيط " و منحته "لفة شيك" و بعته بجدارة للغير ! "و الناس اشترت =D ! "
و ها أنا ذا , أفعل ما حذرتهم و حذرتنى منه مراراً و تكراراً , و لا أشعر أن فى الأمر حرج ! لم يكن الأمر بالسوء الذى تخيلته على الإطلاق .. يبقى للبدايات سحرها الذى يدفعنا إلى الاستمتاع بكل جديد ..
على مدى عام كامل مضى تعلمت كيف أصعد إلى قمة جبل , فى صحبة توقعاتى , و أقذف بها من هناك لتهوى إلى القاع , فعلتها مجبرة فى بعض الأحيان , و فعلتها مصادفة فى أحيان أخرى , و أفعلها بتعمد الآن .. أعرف أن ما لا أعرف سيكون دوماً أجمل ! فلا أحزن على فوات ما أعرف !
يبقى ما هو حقيقى أفضل بمراحل مما هو متوقع ..
"لما تبقى لعبة حقيقية , أحسن ما تبقى رائد فضاء مزيف .. "
 
 
#حضور / غياب
هذا الصباح ..
حضور الغائبين لا يربكنى ..
و غياب الحضور لا يؤلمنى ..
و احتمالية الانتقال بين الحالتين أيضاً .. لا يدهشنى !

 
#صراع
فى هذا الصباح , الصراع مستتر ..
و كأنه اختبأ وراء الشمس ليجنبنى ارتباك النظر إلي وجهه فى الصباح , أو ليحجب عنى نورها .. من يعلم ؟!
ما بين العقل و القلب ..
ما بين الروح و الواقع ..
ما بين الارتقاء و الهبوط ..
ما بينى و بينى ...
وقفت كل المتناقضات اليوم مستكينة ..
مصالحة مؤقتة - أو دائمة .. من يعلم ؟! - بحضور الحنين تمت ..
 
 
#من يعلم ؟!
لا أحد ..
هذا الصباح , أتصالح مع هذه الحقيقة ..
أنا لا نعلم ... و إن ظننا أننا نعلم !
"أنت لا تعرف إياك , و لا تدرى من أنت "
و بالتبعية .. أنت لا تعرفهم ..
هم لا يعرفونك ..
كلكم لا تعرفون عن الحياة شيئاً ..
و ذلك مبلغنا من العلم ..
و لذلك .. فوجود التساؤلات بغير رد لم يعد مؤلماً كما كان !

 
#إحاطة / استغراق
فى هذا الصباح ..
تميل التفاصيل إلى الوضوح أكثر ..
بعد أن قضيت فترة طويلة أراها من بعيد .. أرى الصورة أكبر , و "الكادر" أوسع , و الرؤية أوضح , إلا أن ال "زوم آوت " استمر إلى أصبح كل شىء جد صغير .. لا أراه , و لا أهتم أن أراه , و لا أشعر به ..
اليوم تتضح التفاصيل شيئاً فشيئاً دون الإخلال بالصورة العامة ..
أتذكر هذا العبقرى الصغير مصطفى إبراهيم فى قصيدته : " برواز الدنيا " ..
#فى العمق
هذا الصباح , يخبرنى الصدق الكثير ..
أعرف أنه مرهق دوماً .. إلى أنه قادر على أن ينفذ إلى أعماق الروح و يأتى لك بالكنوز / بالحقيقة..
هناك فى الأعماق , أدركت أن خيراً ما يكمن بنسبة , و أن شروراً كثيرة تقبع هنالك ..
الأمراض و الأهواء .. أجاهد لأن أتطهر , لأن يصبح هذا القلب نقياً , سليماً حتى يستقبل نور المولى ..
أحاول السيطرة على العالم , فيك -فى قلبك - انطوى العالم الأكبر ..
و للعمق عمق .. يفاجئك دوماً بما لا تعرفه , بما لم تتوقعه ..
"فقرة برائحة الديتول =D "

 
#مؤجلات
و مصادفة .. بنهاية هذا الصباح أتقدم خطوات لمواجهة الكثير من الخطوات المؤجلة , معى , و معهم ..
بنهاية اليوم , سأقف أمام الكثير , اعتذر عن الوجع الذى تسببت لهم فيه ..
أحدثهم عن العام السابق , عن الأيام الماضية , عن التغيير التى لحق بى ..
أحاول جاهدة أن أضمن للقصة نهاية "شيك" أو بدايات جديدة , و أحافظ على حقهم و حقى فى ذلك ..
اليوم أخلص للذكرى على حساب الواقع ..

 
#يوماً ما
سيكون هدوء هذا الصباح هو سمة كل صباح ..
سأحظى بهذه السكينة إلى الأبد ..
سأشعر بالدفء دوماً يغمر داخلى ..
ستمتد الحالات المتقطعة لتشمل الواقع بأسره ..
سأدعو الكثير من البشر إلى فنجان القوة الصباحية , فى شرفة نستنشق فيها نسمات الصباح العليل مع رائحة النباتات و الزهور , سنرويهم بالماء , سنشاهد الماء و هو يحفر قنوات له و يمر و يتغلغل إلى النباتات ليمنحها الحياة , و سنرى فى الصورة القريبة صورة بعيدة لأرواح جافة متشققة -كالأرض- تحيا من جديد , و تزدهر .. كالنباتات , و أبعد من الصورة البعيدة , صورة بلون أصفر تعلن نهاية هذه النباتات , و هذه الأرواح , فى هدوء .. و بدون صخب ..
سيكون العالم أجمل ..
 
 

Tuesday, July 23, 2013

على الهامش

هذا و سنقضى معظم حياتنا فى رحلة البحث عن إجابات لأسئلة , كلها ملحة , و قليل منها الحقيقى ...
قليل منها من ننشد بتكراره إجابات , قليل منها نتحرى به الحق ..
فبين ما يفرضه الواقع , و بين تجاربنا الشخصية , بين الأهواء و الأمراض , بين النفس و القلب , و بين نقص معلوماتى لدى العقل .. يتكون خليط من التساؤلات لا ترضيه الإجابات ..
أما عن العقل , فقد كنت أحافظ عليه من التزييف و التغييب و أرفض تهميشه ..
و لكنى أرى الآن القسط الأكبر من احترامه هو عدم إيهامه بأنه متجرد منفصل عن كل المؤثرات ينشد احترامه و الحق !
و شائبة واحدة من أى مؤثر خارجى كافية لأن تسلبنى الثقة فى اسئلتك يا عزيزى !
لا مفر من البحث , و لا بديل عن ارضاء العقول ..
و لكن حينما تكون المشكلة معلوماتية بعشر النسبة , فعبث الظن بأن معلومة ما وحدها قادرة على الحل - هذا و إن وجدت المعلومة الكاملة المقنعة ! -
و عبث الرضا ب"تلفيقة" منمقة منطقية المظهر فارغة الجوهر !
وحده الشخص ذاته هو القادر على تحرى كل ذلك .. و وحده الصدق ينجى ..
وقت , ثم استقطاعه فى إعادة اكتشاف البديهيات - لا أندم عليه الآن - فبوسعى إذا ما تلاطمت موجات الأهواء , الأمراض و المنطقيات أن احتمى بما استقر يقينى به فى قلبى ..
أن أحصن نفسى بالأرض المشتركة التى تشبع روحى و ترضى عقلى و تقنع كلاهما ..
قل الله .. و كفى .
بعد الشك يأتى اليقين ..
و بعد تحرى أسباب الوصول إلى الشك يأتى التمسك باليقين ..
بقدر تصديق ما هو غير منطقى .. يكون الإيمان ..
و بقدر التمرد على منطقهم اللامنطقى للأشياء على هذه الأرض .. يكون الإحسان ..
لحظة , نظن عندها أنا نملك من أمرنا أى شىء , تبدأ المصاعب ..
ليس لك من الأمر شىء .. يقين مستقر ..
و كلما دارت اسئلتك فى فلك نفسك كلما أدركت أن عقلك قد يكون يقوم بدور خداعى كبير جداً ..
ثم ؟!
بعض الإجابات تقود إلى واقع مختلف ..
و اسئلة أخرى , لا تغنى إجاباتها من الواقع شيئاً ..
و توازن بين دفة الواقع و دفة العقل بمؤثراته وجب الوصول إليه ..
"الوقت مش دايماً معاك .. "
#فتن ..
على هذه الأرضية أقف محتمية ..
يقين مستقر بأن الله عادل ..
و بأن مقاييسه تختلف عن مقاييسنا ..
بأن بعيدنا قريبه , و بأن قريبنا عنده فى لمح البصر ..
و بأن بعد كل يوم فى الدنيا رحلة منتهية , ليبدأ الحساب فى يوم تشخص فيه الأبصار ..
و بأنه خلقنا للسعى و الإعمار و منه النتائج ..
و بأن كل نفس لا تكلف إلا وسعها ..
و بأن الأنفس مختلفة و لكل دوره ..
و بأن كل نفس بما كسبت رهينة ..
و بأن الرحمة فوق العدل , و الحق فوق القوة ..
و بأن للكون سنن , لا يحابى الله أحداً على حسابها , و لا يقوى شخص / شىء على مصادمتها ..
و بأن الأرض لله , يروثها من يشاء من عباده ..
#تساؤلات ..
كيف استطاع الرسل, الأنبياء و الصالحين المضى قدماً فى دعوتهم - من غير نتائج ظاهرة - دون ظهور أية تشوهات على نفسوهم الطاهرة ؟! فكيف كان النبى يقول : " اللهم اهدى قومى فإنهم لا يعلمون " , و كيف ألقى سيدنا إبراهيم باللوم على أصنام و حفظ رؤيته للبشر بأن الخير فيهم , بل و كيف كان تفكيره منصباً على استمرارية دعوته لقوم لن يراهم ؟!
"و أكيد فى جيل أوصافة غير نفس الأوصاف , إن شاف يوعى , و إن وعى ما يخاف ! "
لم ينكر الناس الحق ؟! و كلمة بنكر هنا غير دقيقة بالمرة , بل كيف تعمى الأبصار و القلوب ؟! و كيف تتبدل الأدوار بهذه السرعة ؟!
و لم يحرص الناس على وجود شخص واحد , يتبعونه لو أصاب , يلومونه لو أخطأ , يخذلونه لو انتقل الصراع لمداه ؟! و كيف يتكر ظهور هذا الشخص عبر التاريخ فلا علمه بمصيره المحتوم يصده و لا تكرارهم لنفس الأخطاء يعلمهم ؟!
شخص كان , أو مجموعة , أو فكرة .. فالمحصلة واحدة ..
حينما يقابل الإعمار سنن الكون , فكيف نعلم حدود سننه بحيث نسعى مدركين أن لسعينا شاطىء قد تنكسر عليه المحاولات - و لو مؤقتاً - ؟! و لو أقررنا بأن التتابع بين الحق و الباطل سنة كونية , فكيف يقع من بلغ القمم ؟! و كيف يصعد من وصل للقاع ؟!
عل تكرار الفعل يرشدنا إلى آليات تطويع سنن الكون ..
أما و عن المعايير و الآليات فهى كلمات تحمل من التساؤلات ما يكفى و يكف عن نفسه عبء التفسير و الترجمة و الكتابة !
#المحراب
فى محرابى أقضى هذه الفترة من عمر الأمة , بين نفس طواقة إلى أن تلحق بالسابقين و بين قناعة استقرت بأن لكل دوره أتحرك علّى أدرك ...
كيف السبيل ؟!
بيقين أجيب .. "لنهدينهم سلبنا " ..
فى رحلة البحث عن علم اكتشفت للتو أنه أوشك على أن لا يكون موجوداً ! و قبل العلم تزكية تضبط العلم قدراً , و تعلماً , و استخداماً ...
بين الكتب و كتاب الله , فوق مساحة صغيرة تحتوينى إذا ما رددت "الله أكبر " ...
بالحق احتمى فى رحلة بحث عن حق ..
بالعقل احتمى من جنون العالم ..
اللهم ارزقنا العزيمة على الرشد ..