أمر باسمه إذ أخلو إلى نفسى ..
كما يمر باحث بمعلم ..
أتذكر تجربته دوماً بكل تفاصيلها ..
و لا أقوى أن أقول أنى أشبهه , فلا مجال لمقارنة مثلى بمثله ..
و لكنى أحاول أن أتشبه به ..
و أن أتمسك بشغفه فى البحث عن الحقيقة ..
فى قدرته على أن يلزم هذا الأساس , و هذا الأساس وحده " البحث عن الحقيقة " ..
بصدق , بثبات , بشغف ..
أعرف يا سيدى , أن الصدق , و الشغف و محاولات الثبات جد مرهقة ..
أعرف ذلك جيداً ..
و أتساءل كيف لوجهك الذى ترك الزمن عليه تلك التجاعيد و علامات الحزن العميق أن يكون باسماً دوماً ..
تلك الضحكة الصادقة التى تنعكس على عيونك , و تنم عن رضا عميق ..
رضا لم يصل إليه بعد من لم يرى نصف ما رأيت فى حياتك !
تلك العيون التى لا تزال قادرة على الابتسام , التى لا تزال تحمل الشغف برغم كل ما رأت ..
أخبَرَتنى من قبل أنى على الطريق الصحيح ..
أعادت توجيهى ..
حفزتنى ..
و ابتسمت لى بدموع فرح ..
وجهتنى و أرشدتنى ..
عيون تستحق لأن تقرأ آلاف المرات ..
أنعم الله علىّ بك ..
تتابعنى بصمت دوماً ..
"سعيت إليك و فى الفؤاد تهيب لصمتك هذا و احترام كبير" ..
أقدر ذلك أجل تقدير , أعرف أن مثلك لن يختار أبداً أن يفرض تجربته على الآخرين ..
تتابع بسعادة أحياناً , بترقب أحياناً , بتأمل , بتوجيه , أو بتأنيب و دوماً فى صمت ..
جاءت كلماتك الأخيرة مفاجأة لى ..
"عيدى .. و راجعى " ..
و فاجئتنى غياب ابتسامتك الحانية أكثر و أكثر !
لم أتكلم ..
"فالصمت فى حرم الجمال .. جمال" ..
ماذا أقول فى هذا الحضور الطاغى ؟
تعرف كم أخشى العودة إلى الدروس التى تعلمتها سابقاً ..
تعرف أنى أقاوم ذلك دوماً ...
أخاف أن يمر العمر مروراً بنفس الدوائر المفرغة ..
أشعر أنه من علامات تبجيل المعلم أن يستوعب التلميذ الدروس سريعاً ..
ما زلت متسرعة , أعرف ..
أفكر فى كلماتك منذ قلتها ..
العودة ..
قد تحمل العودة فى حد ذاتها كسراً للكثير من الدوائر ..
قد تحمل فهماً أعمق لدروس قد تعلمناها مسبقاً ..
و قد تحمل فهماً جديداً لنفس الدرس ..
قد لا تحمل هذا و لا ذلك , قد تنفرد فقط بكسر شعورنا بأننا "تعلمنا" و انتهى الأمر ..
بأننا أصبحنا أكبر , و أعلم , و أقدر على التمييز .. وهم كبير , يحتاج كسره إلى الرجوع آلاف المرات حتى يتلاشى نهائياً ..
قد تعيد الـ"أنا" إلى وضعها الحقيقى و تمنعها من التضخم ..
مثقال ذرة من كبر تشوه الوجهة , و تدمر البحث , و تضللنا فى طريق الحقيقة ..
كنت على حق كعادتك ..
سأحاول أن أعرف إلى أى الأشياء وجبت على العودة ..
سأجاهد و سأحاول بصدق ..
و سأنتظر توجيهك دوماً ..
أكرمنى بذكرك لى عند ربك ..
No comments:
Post a Comment