تستلقى على الرمال الصفراء ..
لا شىء يحدها ..
اللانهائية متمثلة فى كل ما حولها ..
لا أسقف تحيل دون الاستمتاع بمشهد النجوم فى السماء ..
لا حوائط تمنع النسمات -أو حتى العواصف- و لا الأمطار و لا الأتربة ..
العبور مسموح لكل الاحتمالات علك تكتسب من الرضا و التسليم ما يهذب روحك ..
كل شىء على طبيعته الأولى ..
بصلابة الصبار و رقة الريحان ..
بلا تزيين و لا تزييف ..
بلا تحديد و لا تحجيم ..
الكون هناك , كل ما فيه يحدثك عن خالق أعظم , واحد , أحد ..
و السكون خارجها يعينها على الوصول إلى سكينة فى داخلها ..
فتعود إليها فى حجمها الطبيعى ..
صغير كبير أيا إنسان ..
ضعيف قوى ..
أصغر ما فى الكون و القادر على احتوهءه فى قلبك فى آن واحد !
تتمتم بذكر أحياناً و تعقد عظمة الكون لسانها فتكتفى بالتأمل فى أغلب الأحيان ..
تصغى إلى صوت تسبيح الكون من حولها فتردك أن تناغماً ما ينشأ ما بينها و ما بينه .. فالصانع واحد ..رغم تفرد كل مخلوق -فالتنوع فى الكون سنة - ..
لا ضمانات ..
و لا خوف من شىء !
لا صاحب ..
و لا وحشة فى داخلها !
الزمن مفقود ..
و لكن وقعه معلوم و ظاهر للغاية!
فى كل شىء حولها بساطة تنجح بجدارة فى فك تشابكات روحها المعقدة ..
بوضوح ..
يمكنها التمييز بين الحقيقة و السراب ..
الآلاف مروا من هذه الطرقات من قبل ..
إلا أن الصحراء تأبى إلا أن تطمس كل آثار العبور .. فتذكرك بأن تصنع طريقك , و تصنع خطواتك ...
من هنا بدأوا ..
كل الرسل , كل الأنبياء , كل الصالحين ..
بخفض صوت ما هو فى الخارج ..
و الإصغاء لصوت ما فى داخلهم ..
يترجم كل ما فى خارجهم , و يفسر بوضوح "النفس " ..
آيات الله تتجلى فى الآفاق و فى أنفسهم / أنفسنا ...
الآن , هى جزء من الآفاق , و السر واحد ..
و لمثل هذه اللحظات نحتمل الصعاب ..
No comments:
Post a Comment