Thursday, February 26, 2009

شياكة و شيزوفرنيا


يوم مهلك اخر من ايام جوانتانامو الكس الشهيرة بهندسة الاسكندرية(لا و الله دى حبيبة هارتى ...بهزر)...خرجت و على وجهى جميع علامات الذهول التى عرفت حتى هذه اللحظة بسبب مشاهدة شوارع مدينتى الجميلة التى تقرر(دغدتها)بما فيها السليم قبل ما يحتاج لاصلاحات و اختص القرار(الرصيف بالذات)لحكمة محدش عارفها حتى هذه اللحظة...قد يكون من باب الترفيه عن السكندريين ..من حق المواطن انه يتنطط فى الشارع براحته بردو باحثا عن مكان مستوى يمشى فوقه....ما علينا....المهم...بعد الاسغراب و الدهشة و التعجب عدت الى حلمى الذى يراودنى فى كل يوم بعد الخروج من الكلية...الفارس الابيض اللى حيخطفنى على بيتى..ايوة بيتى انا مش بيته....ما انا اقصد الميكروباص....و تحقق الحلم و الحمد لله و نبتدى منين الحكاية.....كدت اصاب بالشيزوفرانيا و انا فى طريقى الى منزلى......لو انت قاعد فى المقصورة الرئيسية للميكروباص يبقى على ايدك اليمين....رجل ملتحى تجلس بجواره صديقة لى....لا اجد فى مظهرها شيئا غريبا او ملفتا...فاذا به يعطيها _موبايله)قائلا : اقرأى الرسالة....فاذا بالرسالة تقول:الحجاب فرض..و عليكى الالتزام به...لان الموت يأتى فجأة و احذرى عذاب القبر....النكتة فى ان البنت محجبة...ايوة محجبة......و فى نفس المقصورة على ايدك الشمال يجلس رجل ملتحى بجوار شاب....سأله الشاب عن حكم التقصير فى الصلاة بنبرة من يبحث عن بداية طريقه الى الله ملبيا نداء فطرته السليمة..بصوت ارهقه البعد عن خالقه الذى هو اقرب اليه من حبل الوريد رغم بعده..فابتسم الرجل و اجابه بحنان من ذاق القرب من الله...او بمعنى اخر من عاش ما يبحث عنه فتانا...ان كلنا خطائين و خير الخطائين التوابين...والا تيأس من رحمة الله......حتى انه بعث الأمل فى نفس الكثير من الركاب و اشترك الغالبية فى الحوار و سيطرت شخصية شيخنا المتسامحة على الجميع و ولدت فى نفوسهم رغبة فى العودة الى الله

كان الموقف ادعى بالدهشة من موقف سيادة اللواء(عادل رصيف )من الشوارع.....سبحانك يا رب....مظهرهما متشابه....لكن اسلوبهما مختلفان ابعد الاختلاف...و تأثير كل منهما على الناس ابعد ما يكون عن تأثير الاخر....رغم ان الهدف لكل منهما بالتأكيد واحد.....لفتا نظرى الى مفهوم نحتاج جميعنا فهمه بعمق...مفهوم اسلوب الدعوة...اكدا لى ان الدعوة(شياكة).....شياكة فى التعامل مع الاخر و فى قبوله و فى لفت نظره الى الجمال الذى يتمتع به و مساعدته ان يضع يده على فطرته التى فطرنا الله عليها و ان يضع قدمه على بداية طريقه لله....مع الكثير من الترغيب لا الترهيب....و الرغبة الصادقة فى ان نمد يد العون للاخر.....باتسامة لا اكثر....و بادراك تام لحقيقة تغيب ايضا عن الكثير منا..اننا بشر...و فهم عميق و صادق لروح الدين


(على جنب لو سمحت)قالها كل منهما ... حتى محل سكنهما متقارب كأهدافهما.....و لكن قريب على بعد كما قال الشاعر...و لو كان فى وسعى الكلام لنطقت بكلمة واحدة لكل منهما....شكرا.....احدهما يستحقها لما منحه للركاب من حالة صفاء و هدوء اكاد اجزم انها قد تقود الكثيرين منهم الى وقفة مع النفس...و شكرا لاخينا الاخر لانه اعطانى فكرة لبوست جديد و لفت نظرى الى معنى (الشياكة فى الدعوة)

Monday, February 2, 2009

الكتابة عمل انقلابى


الكتابة عمل انقلابى..كلمات قالها نزار قبانى و قرأتها ذات مرة...قراءة عابرة و لكنها نقشت فى عقلى و خاطرى بحروف من نور...فى كل مرة اكتب فيها او اتابع ما يكتبه الاخرون اتذكرها جيدا و احاول قدر الامكان ان احترم حرمة هذا العمل الانقلابى....نكتب لنعبر عن مشاعرنا....نكتب لنعبر عن افكارنا...نكتب لنشرك غيرنا فيما مرأنا به فى حياتنا من مواقف او من تغيرات او ما شابه ذلك...و قد نكتب لنكتب فقط!!
بعد عام من الكتابة وجدت الفرصة مناسبة لاكتب...عن الكتابة.....تجربة تستحق ان تعاش و لو لمرة فى العمر....لحظاتت ساحرة هى التى نكتب فيها....عندما تقوم بتثبيت الزمن على موقف معين لاسترجاعه او التفكير فيه او تثبيته و حفظه من عوامل ضعف الذاكرة و الزحام التقليدى لهذه الحياة الصاخبة التى نعيشها
فاذا كان عمر القارىء يضاف اليه عمر كل كاتب قرأ له فالكتابة هى العمل الوحيد الذى يعطيه الفرصة ان يعيش عمره هو مرتان....مرة يعيشه..و مرة يكتبه و يسجله و يتابعه و هو فى طور الذكرى فيضحك منه احيانا و يبكى احيان اخرى و قد لا يجد رد الفعل المناسب سوى احترام قلمه و ورقته اللتان قامتا بتسجيل هذا العمر......تختلف ردود الافعال و لكن يستوقفنا دائما و ابدا صدق الكاتب

و لكنى اندهش كل الاندهاش من عجز القلم عن التعبير عن الكثير من المواقف....فأكثر من مرة و فى اكثر من موقف اجد التعبير عنى مستحيلا ولا اعرف السبب دائما...و ما يثير دهشتى اكثر هو ان هذه العادة الغريبة للقلم غالبا ما تكون فى اهم المواقف و اقربها لقلبى و اكثرها ارهاقا لفكرى....اندهش كثيرا من هذا القلم؟...كيف يتحدث عن احداث درجة اهميتها عادية او ربما اقل من ذلك و امام احداث اخرى تصنف فى حياتى او فى حياة وطننا بالمهمة جدا لا يستطيع ان يجر جرة واحدة؟

هل نعجز احيانا عن التعبير عما يجول بداخلنا؟؟....هل من قالوا ان الصمت هو اعلى انفعال كانوا على حق؟

عام مضى و استطاع كل قلم ان يستحوذ على احترامى...سواء كان لى او لاى كاتب اخر....كاتب
مدونة..مقال...قصة..مسرحية....مسلسل...فيلما...او حتى مذكراته الشخصية

فلك كل التقدير و الاحترام ايها العمل الانقلابى