Thursday, March 5, 2009

نقطة و من اول السطر

تمنيت كتابة بوست بهذا العنوان...و بصراحة(اتلككت )كتير عشان الاقى بوست يمشى مع العنوان...مش عارفة مين المفروض ييجى قبل مين...بس المرة دى التطور الطبيعى للحاجة الساقعة اتعكس معايا

نقطة و من اول السطر.....فكرة جالت فى بالى....و هى ليست فكرة فقط...هى جملة قلناها جميعا...قلناها مرارا و تكرارا....قلناها قاصدين نهاية مرحلة و بداية مرحلة اخرى...و قلناها قاصدين السخرية من انفسنا عندما ظننا ان فى وسعنا نهاية مرحلة و بداية اخرى بمجرد جملة...قد يختلف الموقف...انما المشترك اننا جميعا قد قلنا هذه الجملة من قبل
من منا لم يتمنى ان تكون حياته فى بساطة مقال يكتب...فينتقل من نهاية سطر الى اول سطر اخر(الكتاب انصار نفتح صفحة جديدة)...او يترك السطر دون ان ينهيه و ينتقل للاخر(الكتاب انصار التفاؤل..قد يكون السطر الجديد افضل)...او حتى يترك المقال بدون نهاية مستمتعا بمشاعر الحيرة التى سوف يثيرها فى فكر قارئه(كاتب مؤذى)

هى جملة....تشرح مشاعرنا بكل بلاغة فى مرحلة ما....مرحلة المنعطف بين الهبوط و الصعود...بين الشتات و الهدى...بين الانقياد و القرار...قرار مثلته العبارة ب(نقطة)...و من منا لم يحتاج لكتابة هذه النقطة من قبل؟؟

و لكنى اتسائل...لماذا ينسى الكثير من الناس هذه الحالة بعد المرور عليها..و يعود للسطر السابق مرة اخرى(و هو ما يستحيل فى عالم الكتابة)....لماذا نكتشف فى كثير من الاحيان اننا كنا غير قادرين على وضع هذه النقطة..و لماذا اصبحنا نهوى الوقفات الوهمية مع النفس و الاحتجاجات الفارغة على اسلوب حياتنا من ان للاخر ....لماذا عشقنا هذه الجملة اذا كنا نعلم علم اليقين اننا بعد النطق بها سنعود الى ما كنا عليه.....هل هى صعوبة التغيير..ام الحنين للماضى..ولا المشكلة فى الجملة؟

تشغلنى كثيرا قضية التغيير....ولا اعلم الى هذه اللحظة لماذا يصعب فى كثير من الاحيان بل و يستحيل احيانا رغم اقتناعى التام ان لا مستحيل و ان التغيير من اسهل و امتع ما يكون لو صاحبته رغبة صادقة فى ذلك.....و لكنى اصدم بواقع الكثير من الناس......فهل هو الضعف الانسانى الذى يعود بنا الى ما كنا عليه سالفا ام ضعف الارادة ام اننا نعود لنعرف قيمة التغيير؟؟
نقطة و من اول السطر....متى يمكننا قولها و لكن على المستوى القومى و ليس فقط على المستوى الشخصى....متى تصبح بلادنا قادرة على نطق هذه الكلمة بكامل الثقة فى انها تستطيع التغيير.....و هل ستصاب بنفس حالة الفتور التى يصاب بها مواطنوا البلد؟
تابعنا جميعا الحملة الانتخابية للرئيس اوباما و ربما كانت كلمة التغيير الكلمة الرائدة لتلك الحملة الانتخابية....و ربما كانت هى المفتاح السحرى لفوزه بهذه الانتخابات....انها طبيعتنا.....نهوى التغيير....كم اشتاق الى سماع هذه الكلمة فى هذا الوطن....سماعها بكل ما تحتويه من معانى الصدق و قوة الارادة و التى تكفل البعد التام عن اى وضع خاطىء قبل التغيير
تحضرنى الان جملة لنزار قبانى...مش عارفة اشمعنى نزار اللى بيحضر و انا بكتب...(ان العرب ظاهرة صوتية)...هل كان صادقا فيها؟....ترى عرف حال العرب من عزم على التغيير ثم استبدال القرار باليسير؟؟
يظهر ان التلكيك جاب فايدة....اللى خلانى اكتب البوست اصلا.....انى اكملت عامى الاول كمدونة من حبة حلوين كدا زى ما قلنا قبل كدا....عام من الافكار و الاسئلة التى وجدنا لها اجابات فى كتير من الاحيان و تهنا بحثا عن اجابة لها فى احيان اخرى...لا ادعى انى املك كل الاجابات و لكنى اجزم ان الرحلة للبحث عن الاجابة من امتع ما يكون
عام من الاحلام و التغيرات و المشاعر و الافكار و الظواهر سواء على المستوى الشخصى او المستوى القومى........وجدتها فرصة لاقول(نقطة و من اول السطر)انا كمان....عام جديد يستحق وقفة مع النفس و تخطيط للعام المقبل
المشكلة نحسب السنة باية ولا ايه...الاعياد كتير....كل ما اقول حعمل وقفة مع نفسى فى راس السنة....الاقى بعده عيد الام...وقفة عشان ست الحبايب...و عيد العمال....وقفة عشان نص مجلس الشعب عمال و فلاحين...و عيد الشرطة...و كمان وقفة عشان التعذيب و الضرب على القفا(و هذه نماذج فقط و ليست كل الشرطة)...و عيد العلم...عيييييييب بقى لازم وقفة دى شغلتنا.....و عيد الحب....فى احلى من كدا وقفة...و ..و ..و ...و
يمكن من كتر الوقفات بننسى و بنرجع زى الاول؟
عموما......اقولها من نفسى انا كمان....مر عام و اتمنى ان يأتى الف عام من الحديث الصادق الخارج من القلب لقلب كل مدون و مدونة ....الف عام من التمتع بكل ما كتبه كل مدون و مدونة و الاتفاق احيانا و الاختلاف فى احيان اخرى....و سواء اتفقنا او اختلفنا....فالتدوين حدث هام طرأ فى حياة كل منا و اكاد اجزم(و ابصم كمان)انه تأثيره و تغييره كان اكبر من اى وقفة و من اى نقطة و من اول السطر
كل سنة و انتم مدونين
ملحطوظة:البوست دا كان المفروض ينزل قبل البوستين اللى فاتوا...بس يلا كل تأخيرة و فيها خيرة