Monday, June 21, 2010

نكسة...و لكنها تدور

رغم مرور ثلاثة و أربعين عاما على حدث كان له الأثر فى نفس كل مصرى,أشعر بروح هذا الحدث ترفرف على بلدى مرة أخرى و أرى تأثيره علينا

ففى نفس الشهر و حول نفس الأيام تقريبا تبتلى مصر بنكسة جديدة....أرى أثرها فى عيون الشباب و فى صمت الاّباء و فى اسئلة الأطفال...أراها فى الدموع التى تغالب كل مصرى أحب هذا البلد حتى الثمالة فتسقط من عيونه رافضة الهزيمة و مشفقة على الوضع الحالى و طالبة لرحمة الله بوطن مر به الانبياء و بأرواح مواطنيه...تلك الروح التى هى سر عظمة الله فى أرضه

و وحده الله يعلم كيف مرت الأيام السابقة على الكثير من عشاق هذا الوطن و أنا منهم

و لكنى لا اكتب اليوم لندب الحظ أو للتغنى بما وصلنا له ولا لنشر الموجات السلبية و بخها فى وجه القارىء ولا لأعلن التخلى عن الأحلام ولا لأثور على عشق تملك منا.....و رغم ما بداخلى من ألم وحسرة و مرارة و عتاب تجاهك يا مصر و رغم ما عانينا جميعا منه فى الفترة الماضية و دون الدخول فى تفاصيل لا تخفى على أحد

و لكنى أكتب لأنى أدركت ما نحتاجه حقا...لا نحتاج احداث نهضة لأن الحلم بعيد....ولا اعداد الجيل الذى سيحدث النهضة لأنه أيضا حلم بعيد....و لكننا نحتاج جيل (فدائى)...استقر حب بلاده فى دمه و سكنت هى على قائمة أولوياته...جيل-يرمى نفسه تحت القطر-جيل فك القيود و كسر الذل و التمسك بالعزة....جيل يتمسك باّخر ما تبقى فينا من قيم....جيل لديه مفهوم الرفض...جيل خلق ليعترض-بما انه لا يوجد تقريبا ما يمكن تأييده-

فكيف ننهض و كيف نعد أجيال النهضة و نحن مكتوفى الأيدى بقيود الخوف و الصمت و الذل و الهروب؟

و بكل هذه الصفات لا أضمن لكم سلامة هذا الجيل و ذلك هو مفتاح التغيير...أن يظهر جيل باع كل شىء و اشترى حلمه و وطنه.....جيل محطم للحوائط التى اعتدنا المشى-فيها-لأن هذه النظرية أثبتت فشلها الذريع...حتى الحوائط تنهار على أصحابها دون سابق انذار

ولا يحتمل الوضع انتظار لذلك الجيل.....فحان وقت المبادرة...وقت ان يكون كل منا بداية لهذا الجيل...أطلب منكم رفع معدلات التضحية و اعادة ترتيب الأولويات...أن يبدأ كل منا بالتغيير بقلبه فبلسانه فبعمله و كلها منازل لها أعظم التقدير و الاحترام

و الى أن يحدث ذلك فاعلنها صريحة...أكرهك يا من تسببت فى ضياع وطننا منا-انه الصمت

أكرهك يا من فرضتى علينا الذل لعقود-انها السلبية-

و أقاطعك و لن أضع يدى فى يدك ما حييت-أيها اليأس

و انت يا أقصر الطرق لن تطأ قدمى مسلكك يا حلم الهجرة و يا كره الوطن

و سأحترم اختيارك من الاّن فصاعدا و لن ألومك على عشق سيطر عليك-أيها القلب-....فالحب حرية و هل أجمل من حب الوطن؟و هل أسمى من أن نناضل فى سبيل حريته من كل قيد كبحه و من كل اّفة استعمرته...و المؤسف ان الاستعمار هذى المرة مننا فينا

هكذا تواجه الأزمات....هكذا تعامل النكسات....هكذا يكون الوقوف بجانب المحتاج
و ستظل بلدنا للنهار
و من التاريخ نذكر قول جاليليو حينما أقر أن الشمس هى مركز الكون و الأرض تدور حولها و ليس العكس....فحوكم و سجن و أدين و قضى عليه ألا يغادر بيته و هو المسن فى عامه السبعين....قالها فى ثبات و ثقة حينما سمع الحكم:و لكنها تدور
قصد جاليليو الأرض و لأن نظام الكون واحد لأن خالقه واحد....فأنا أقول انها تدور....هى الأيام....انها تدور....ولا يدوم حال و يبقى الحق
و من الشعر نقول
ولابد من يوم معلوم
ترتد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم
و أسود على كل ظالم
ملحوظة:مرجع قصة جاليليو كتاب(صديقى لا تأكل نفسك)لعبد الوهاب مطاوع
و أبيات الشعر لابن عروس طبقا لرواية ويكيبيديا