Saturday, September 12, 2009

أزمة زويل و الصلاة بالليل




*حدث فى رمضان ليلة 27




سبحان الذى يجمع القلوب كل عام حول حب فطرى لشهر كريم نستمد منه المخزون الروحى للعام كله....هو محور سنوى قادر على تعديل السلوك بل و تغيير الحياة لمن أدرك قيمته حق الإدراك و فيه ليلة مباركة خير من ألف شهر و بصرف النظر ان 3/4 من الناس اعتبروها ليلة 27 رمضان -دا حتى وزارة الأوقاف نفسها تحيى كل عام ليلة 27 تحت عنوان احتفالية ليلة القدر-الا انها ليلة لا تتكرر طوال العام و يتفنن كل منا فى احياؤها بعبادة معينة و يتفنن ناس تانية باحياء تانى خالص-سحور راقص بقى و افطار مشخلع و حاجات كدا--


المهم....ذهبت لأداء صلاة التراويح و من بعدها التهجد و بينهما فارق زمنى حوالى 3 ساعات فالمنطقى أن تحاول شغله بما هو مفيد


قرأت ورد القراّن الكريم و دعوت الله و عملت كل حاجة و فاضل ساعة...فاخترت القراءة....و اخترت كتاب(حوار الحضارات)لفخر مصر (أحمد زويل)


و احدى أهم سمات الشعب المصرى الفضول فرزقنى الله بسيدة تقريبا قاعدة فوق الكتاب و اختلست النظر إليها فرأيت علامات الاستغراب و التعجب تملأ وجهها ...قلت يا خبر النهاردة بفلوس بكرا يبقى ببلاش و مصيرى أعرف مالها الى ان تجرأت و اغلقت الكتاب (فى وشى)-اه و الله-لترى الغلاف متساءلة :ايه دا؟؟.....فأجبتها:حوار الحضارات لأحمد زويل....فزاد العجب و التعجب و الاستعجاب على وجهها و علقت بسؤال:زويل النهاردة؟فى ليلة القدر؟...فتساءلت عن المشكلة فأغلقت الحوار و قالت:خلاص


و شعرت فجأة انى سقطت من نظرها-ههههههههه-..يا لى من فاسدة فاسقة...اقرأ لواحد معملش حاجة فى حياته غير انه بس خد نوبل و فاد بعلمه البشرية و رفع اسم بلده فى ليلة مفترجة زى دى...و المهم ان الراجل بردو كان بيتكلم عن اسهامات الحضارة الإسلامية فى العلوم و كيف ننهض بالعالم العربى و الإسلامى و الأفريقى......يعنى بردو مبعدناش
و قد يقول لى البعض ان فى ليلة كهذه يجب ان تطغى العبدات و الروحانيات.....يبقى نتكلم فى مفهوم العبادة بقى


اللهم لا تعليق على هذا الموقف...و انسوا خالص الست و لا نكتب لتقييم أحد أو للحكم على أحد ولا ننقض شخص إنما ننقض فكر....و ادعو الله أن يرحمنا من التدين السطحى....التدين الذى قصرناه نحن على الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج-على أهميتهم- و نسينا اننا أمة (أقرأ)فلابد أن نقرأ.....نسينا أهمية العلم و أهمية العمل و ضرورة الأخذ بالاسباب و الإحتكاك بالناس و غيرها من القيم التى أهملناها و التى هى جميعا قيم اسلامية من الدرجة الأولى و جميعها(عبادات)



و اقتبس ما قاله الأستاذ أحمد بهجت فى كتابه انبياء الله(فكان محمد صلى الله عليه و سلم يشتغل فى خدمة الإسلام بدرجة جندى بسيط وديع فى المعارك لا تنزل الملائكة لحماية المصلين و إنما على الجيش المحارب ان يحمى نفسه بنفسه(و هو رسول الله و معه جيل من الصحابة و المبشرين بالجنة و لم يغنيه ذلك عن التمسك بكل هذه القيم التى لم لو تكن ذو أهمية لما أضاع فيها رسول الله وقت أمته
فقط حينما نعيش الدين فى الدنيا سنستحق الانتماء الى هذه الأمة و حينما نحب أن ينظر إلينا الله فيرانا نعمل و نصلح فى أرضه كما نحب أن يرانا بين يديه فى صلاتنا أو فى دعاءنا أو فى تلاوة كتابه....حينها فقط سنصبح أحفاد أمة قادت الأرض


و انتهت الليلة و على كبر عددنا و اختلاف حوائجنا و كثرة ذنوبنا لم أشك لحظة فى أن ربى استجاب لنا و تقبل منا برحمته لا بعملنا.....فرحمته وسعت كل شىء حتى عقولنا فاستعصى على استيعابها و ادراكها ولن أدركها و لن أستوعبها.....فهيهات هيهات أن نستطيع جمع مياة النيل فى كوب صغير




كل عام و انتم بخير