Tuesday, December 14, 2010

فى بيتنا....صالون


اّه لو كنت عاصرت هذا الزمن الذهبى...وقت أن كان المبدعون و الأدباء و الفلاسفة و المفكرون و المطربون و كبار رجال الدين و السياسة و الإقتصاد يجتمعون فى مناسبة غير ما قبل موسم الإنتخابات فى مقابلاتهم التاريخية مع السيد الرئيس-طويل العمر يطول عمره و يزهزه عصره و ينصره على مين يعاديه-
سمعت كثيراً عما كان يسمى قديماً (بالصالون الأدبى)...لم أره بأم عينى قط....أسمع عن رواد له...أسمع عن سيدات و رجالات نجحوا فى جمع رموز مصرية كبيرة فى صالوناتهم و دائماً أتساءل لماذا انقرضت هذه الفكرة مع ما انقرض؟ و أعود لأقول...اّه لو أنى رأيت زمناً للصالون فيه ارتباطاً بشىء اّخر غير الزواجات الملفقة و الضيوف الغير مرغوب فيهم
اّه لو تعود هذه العادة الجميلة لزماننا هذا....و تفتح على مصراعيها لتستقبل الشباب ولا تحرمهم شرف مقابلة الكبار و تبادل الخبرات و التعليق على الأحداث و مشاركة الأفراح و الأطراح
و سرحت بخيالى و تخيلت أن يتحول صالون منزلى المتواضع-أو أى صالون-إلى هذا الجمع الموقر

أمر بعينى قبل أن أدخل على ضيوفنا لهذه الليلة و أشعر براحة شديدة...أدخل بفضول الأطفال و أمر على كل منهم أكلمه و أحدثه

يجلس بجوار الباب فضيلة الشيخ /محمد الغزالى
أحييه بتحية الإسلام....تحية الإسلام الواسع الذى عرّفنا به....أشكره على أن استطاع أن يصل بنا إلى جوهر الإسلام:العدل و الحرية
أشكره على أن كانت كتبه و افكاره بشيراً لنا بأن الوسطية ستظل موجودة فى ديننا الحنيف و أن للعدل و للحق جنود خلقهم الله ليحملوا الرسالة
اسأله كيف استطاع أن يجمع دائماً ما بين الصرامة و الحزم و ما بين اللين و الرفق
فيجيب فى تواضع الكبار:هذا دينى....هذا دينك....هذا ديننا
و اسأله:لو كان مكانك الكثير لرفض التواجد مع رموز فنية فى مكان واحد....ألا تمانع؟!
يبتسم فى هدوء


بجواره يجلس الرائع الراحل:مصطفى محمود
اسأله:هل كانت خلطة سحرية من إمام مسجد للقضاء على الصراصير ببعض الاّيات القراّنية تستحق هذه الرحلة الطويلة من الشك؟
فيجيب : تسفيه العقول و تسطيح الدين يدفع الكثير إما إلى الشك أو إلى التطرف...فى الإعتدال يوجد الحل دائماً...و فى الفطرة خير حصن

و هناك يجلس الشيخ إمام محتضن عوده كعادته
أخبره أنه سبق عصره حينما غنا (الممنوعات)و ها نحن حقاً نعيش عصر الممنوعات
اشكره أن منحنا تأريخاً لأحداث تاريخية كثيرة بأغانيه من النكسة إلى التطبيع إلى حرب فلسطين و غيرهم
سألته مداعبة:طب هما مين و احنا مين؟

فيشدو من الغنوة مقطع و يقول:
هما مين واحنا مين
هما الأمرا والسلاطين
هما المال والحكم معاهم
واحنا الفقرا المحكومين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيحكم مين
اسأله:هل نصبر عالجار السوّ؟
فيغنى أيضاً و يقول
الصبر حلم العواجز يطرح زهور الأماني
والقهرعدى الحواجز وانا اللي واقف مكاني

اسأله عن الأمل...هل ما زال موجوداً
؟!
يجيب فى يقين و هو يشدو
و اسمعى يا بلدنا خلاصة القول
و بقولك أهو و أنا أد القول
مش ممكن كدا....حيحول الحول

على كدا و الناس...يفضلوا ساكتين
خليكوا شاهدين


و يصدق على كلامه بيرم التونسى و يقول
يا مصرى و أنت اللى هاممنى من دون الكل
نمت و العالم قايم قوم بص و طل
ف
أداعبه قائلة:تونسى.... مالك و مال المصرى بقى؟
فيرد فى حنق:أنا مصرى قبل منك يا حلوة...أنا مصرى أكتر منك

فأضحك و أتركه من باب قصر الشر فلن أكون محظوظة أبداً إذا تفانت هذه الموهبة فى هجائى و له فى ذلك سوابق


أتركهم و أذهب إلى هذا الجالس يراقب تصرفات الجميع و تعليقاتهم بإبتسامة رقيقة فهو يجيد فهم البشر أقف أمامه لأعلمه بسر:تعرف....أنت أكتر واحد قريتله فى كل دول
دائماً أنت بين كل كتاب و اّخر...دائماً أنت فى الإستراحة من متاعب الحياة...دائماً أنت من ترتفع بروحى و تزيدنى زهواً أن خلقت إنسانة
هو عبد الوهاب مطاوع
بالتأكيد
أغبطك لأنك أمتلكت القدرة على فهم مفاتيح النفس الإنسانية إلى هذه الدرجة...منحت الناس صدقاً و وقتاً و ليناً فمنحوك خبرة و ثقة لن تعوض
يشكرنى و يذكرنى أن خيالى كان فكرته من الأساس:أنا أول من جمعت المبدعين فى صالون منزلى و على أرفف مكتبتى و كتبت مقالات تصف حوارى معهم فأقر و أشكره على فكرته

و يدخل متأخراً ليملأ الجو مرحاً و بهجة و تفاؤل (صلاح جاهين)
اسأله:تقفز و كأنك ترقص
فيجيب:
غمض عينيك و ارقص بخفة و دلع
الدنيا هى الشابة و انت الجدع
تشوف رشاقة خطوتك تعبدك
لكن انت لو بصيت لرجليك...تقع
و عجبى
فأخبره أن أقرب الرباعيات لقلبى

أنا اللي بالأمر المحال اغتــــــــــــوي

شفت القمر نطيت لفوق في الهـــــوا

طلته ما طلتوش إيه انا يهمنـــــــــي

و ليه .. ما دام بالنشوة قلبي ارتوي

عجبي !!

و أقول له:أقولك على سر...أنت من أنجانى من الوقوع فى الإزدواجية و الشك فى قدراتى العقلية....أبات يوماً هائمة فى حب هذا الوطن....و أبات يوماً اّخر لاعنة له و متمنية لو أنى أستيقظت لأجد نفسى فى أى بقعة أخرى من الأرض....بس و الله يا عم صلاح من ورا قلبى...يسمعنى السامعون فيتعجبون و يلوموننى و لكنك وحدك تدرك المعنى
هو:فهمتك
بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وبحبها وهي مرمية جريحة حرب

بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء

واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء

واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب

وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب

والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب

على اسم مصر

و سمحت لنفسى أن اسأله سؤال اّخر:كما مررت بلحظات تصالح مع الحياة و حب لها مررت بالاكتئاب و اليأس...هل ما زلت تؤمن أن الحياة بالحلاوة التى كنت تصفها ؟

فيخبرنى:هى بين الحلاوة و الشقاء و لكن

" محلا الحياه حتى ولو فتافيت "

" محلا الحياه ولو فى أواخرها "


و عجزت أن أنطق بكلمة لبراعة تعبيره و لنداء أمى الذى قطع حبل الخيال

ودعت عزوتى و وعدت الباقيين منهم بلقاء قريب و مشيت إلى أمى مبتهجة أردد

" محلا الحياه حتى ولو فتافيت "

" محلا الحياه ولو فى أواخرها "


Monday, December 6, 2010

قوس قزح


بدأ اليوم.....كما يبدأ أى يوم اّخر
كالعادة استيقظت صاحبتنا من نومها لترتدى ثيابها و تذهب إلى جامعتها....و من هنا بدأت سلسلة الروتين اليومية نفس الشوارع
نفس الأشخاص
نفس المحاضرات
نفس المعلمين
حتى أنها صارت تركب الحافلات مع نفس السائقين فى الكثير من الأحيان
شعرت أن الملل يتسرب إلى كل تفاصيل حياتها,-و هى التى ترى فى الملل و فقد الحماس درباً من دروب الموت-
حتى شوارع مدينتها التى كانت دائماً تعجب بتصميها تراها مملة,ثلاثة خطوط متوازية,طريق الحرية,خط الكورنيش و الترام...لن تضل الطريق فى هذه المدينة أبداً
و لكن الطريق يضلنا فى أحيان كثيرة
حاولت أن تكون طبيعية و أن تتعامل مع الجميع بشكل ودود...لطالما تمنت أن ترمقهم جميعاً بنظرة من الزهد و تتركهم و ترحل...إلى أين؟...إلى أى مكان لا تكون فيه مجبرة على التصنع أو التكلف
حاولت أن تشاركهم الأحاديث,و التعليق على أخبار بلدها المحروسة,و النقد و الدعابات فى الكثير من الأحيان....مجرد محاولات
قالت أحداهن:الجو اليوم كئيب جداً
نظرت حولها,لم تكن قد لاحظت إلى هذه اللحظة أن البرد حقاً قارص ذلك اليوم,السماء ملبدة بالغيوم
و رغم أنها كانت تعشق هذا الجو,كانت تستطيع أن ترى فيه أمل,أمل فى أن تشرق شمس جديدة,أو أن تهبط الأمطار حاملة معها الخير و البركة,فهى تعشق الشتاء لأنه -كبعض الأشخاص-يمنح غيره الحياة و الروح
و لكنها لا تكاد ترى هذه اللمحات من الأمل...إطلاقاً

أعتذرت من الجميع و انصرفت
لم تكن تعرف إلى أين الوجهة....تذكرت تعبير تكرر كثيراً أثناء دراستها لقصة عنترة و عبلة فى الصف الأول الثانوى....-خرج عنترة يهيم على وجهه فى الصحراء-و لكم سخرت منه هو الاّخر...و ها هى تتبع خطاه
صديقتها كانت محقة,جو المدينة غريب اليوم,غيوم السماء من نوع مميز,هو نوع لا يبشر باحتمالية سقوط أمطار و طبعاً لا يشى بأية نية لظهور شمس مشرقة,البحر هو الاّخر ينتفض انتفاضات عصبية غريبة تشبه حركة الأمواج و لونه شديد العكارة,بينهما -على اليابسة-أعمدة النور و يا للعجب-كلها مضائة-و فى وضح النهار!!!!
استطاع الإهمال أن ينتزع منها ابتسامة تعجب و ألم تعرفها جيداً,فهى غالباً تظهر حينما تتابع أى شىء يخص أحوال بلدها....هى مصرية

تذكرت قول الشاعر

وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟

هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور

أأنا السّائر في الدّرب أم الدّرب يسير

أم كلاّنا واقف والدّهر يجري؟

لست أدري!

و بعد ساعتين من المشى المتواصل و بعد فترة -لا تكاد تتذكرها من طولها -من التفكير الأكثر تواصلاً,نظرت حولها فوجدت الكثير من الناس رؤوسهم مرفوعة لأعلى و يشاهدون شيئاً ما....نظرت هى الأخرى و ذهلت لما رأت



إنه قوس قزح....لأول مرة فى حياتها تراه بالفعل....تؤمن بوجوده....ذكروه كثيراً فى كتب الفيزياء....ذكره الذاكرون أيضاً ممن لا يفقهون شيئاً عن العلم....موجود,كادت تنسى هذه المعلومة أصلاً
بمعنى أدق....لقد رأت فيه الأمل....قد يغيب هو الاّخر و لكنه موجود....موجود...موجود
رأت فيه التغيير,رأت فيه التجديد,رأت فيه الحلم,رأت فيه مبادىء تتمنى أنتشارها,رأت فيه كل ما تتمناه و لكنها لاتراه

ابتسمت ككل من راّه معها و قالت:سبحانك ربى
لفت نظرها كيف سعد الجميع برؤية مظهر من مظاهر جمال الله فى كونه....هى الفطرة التى جبلت على حب الجمال و الرقى و الصفاء و الأمل و الخير....هى الفطرة التى تنقذنا دائماً.....هى الفطرة التى تبقى الإنسان إنساناً

Sunday, November 28, 2010

الأولة:بلدى


الأولة بلدى....و التانية بلدى....و التالتة بلدى
الأولة:بلدى....بسلطن جو موالى
و التانية:بلدى....بقول الكلمة بالعالى
و التالتة:بلدى يا كنزى و عزوتى و مالى

الأولة:بلدى بسلطن جو موالى.....و دا الموصوف
و التانية:بلدى....بقول الكلمة بالعالى و عالمكشوف
و التالتة:بلدى...يا كنزى و عزوتى و مالى و ملو الشوف

الأولة:بلدى...بسلطن جو موالى و دا الموصوف...دوا العيان
و التانية:بلدى...بقول الكلمة بالعالى و عالمكشوف...و بالمليان
و التالتة:بلدى....يا كنزى و عزوتى و مالى و ملو الشوف

تحدي الحد يا بلدي
ما بين الحق و البهتان
و رايتك تعلا يا بلدي
دليل عن صحة البنيان
و دا الموصوف
و الاولة روحى...بلدى
و الثانية عقلى...بلدى
و الثالثة.... بلدي

رائعة من روائع الشيخ إمام
كنت أستمع إليها وسط عدد كبير من الأغنيات,بين(الممنوعات)و (أنا رحت القلعة) و (ياما مويل الهوا) و (بهية )و غيرهم,وجدتنى أكتب كلماتها -دوناً عن زميلاتها-كلمة كلمة خلف الشيخ إمام و أنا مستمتعة -لأول مرة-بالتلقين إذا جاز التعبير
لماذا اليوم؟
لا أعلم,ربما فى محاولة للتمسك بالأمل....ربما هروب من الواقع المؤلم و الذى يزداد إيلاماً هذه الأيام,ربما لأن فقه الأولويات غائب عن وطننا منذ فترة فلم يعد أحد يفكر لا فى الأولة و لا فى التانية ولا فى التامنة حتى,فضلاً عن أنه مفيش حد بردو بيفكر فى البلد.....فجمع إمام بين الإثنين فى عمل فنى أراه رائعاً و عادة ما ينجذب الإنسان إلى ما يشبهه- أو إلى ما يفتقده ساعات-فكان طبيعياً أن تجذبنى الغنوة...أو لأنها تذكرنى أن بعض الأشياء فى حياتنا لا فرار منها مهما كبدنا الارتباط بها من متاعب,فهى إما أولوية ,أو حلم,أو عشق غير مشروط...بالظبط كحالتنا مع الوطن
أو من باب المشاركة ليس إلا!!
لست أدرى
عموماً هى حالة فنية وطنية جديرة بأن نستمتع بها و (نسلطن)جميعاً (جو موالنا)على خلفية من الأمل و الخضار و بنظرة راجية إلى المستقبل لعله يحمل معه الأجمل لوطننا
سك عالموضوع

Tuesday, November 9, 2010

موعد على العشاء


جلست و الخوف فى عينيها...إنها ليست قارئة الفنجان...إنها أختى ياسمين
جلسنا نتناول العشاء سوياً فوجدتها سارحة ثم بادرتنى بسؤال
ياسمين:المدرسة ايه؟
دينا:نعم
ياسمين:المدرسة ايييييييه؟
دينا:دار علم-مثلاً-
ياسمين:غلط....المدرسة ايييييييييييه؟ها يا جماعة حد عارف المدرسة ايه؟
أمى تغادر الغرفة و هى تبتسم و تضرب كفاً بكف و تقول:عوض عليا يا رب عوض الصابرين
دينا:صلى عالنبى يا ياسو
ياسمين:بلاش المدرسة....طب الخاتم ايه؟
دينا:شبكة مثلاً....ألف مبروك...مين اتخطب؟
ياسمين:بقول الخاتم ايييييييييييييييه
دينا:ايه؟
ياسمين:يا أم جهل...المدرسة:بناء.....والخاتم حلىّ

هذه لا تعتبر ألشة....و لكنها كانت عائدة لتوها من حصة (الفلسفة و المنطق)...حمدت الله أن هذه القضية المثيرة للجدل البالغة الخطورة و الأهمية التى لم أكن أعرف كيف قضيت عشرين عاماً من حياتى و هى غائبة عن ذهنى لأنى ظننت أنها حاضرة فى خلفية المنطقيات قد قضيت
و لكنها عادت تقول:الله يرحمه كان شكاك أوى....شك فى كل حاجة
دينا:ما تجوزش عليه غير الرحمة...شك فى كل حاجة فى كل حاجة؟....مين دا؟
ياسمين:ديكارت....دا كان شاكك إننا موجودين فعلاً....طب إثبتيلى إننا موجودين...مش يمكن نكون بنحلم و أنا بحلم بيكى و أنتى بالصدفة بتحلمى بيا
أنتابتنى موجة من الضحك الهستيرى...و أنتظرت عشان أشوف اّخرها فين
ثم قالت:لأ كفاية كدا....ايه هرشة الدماغ دى؟....إحنا فين؟
ثم تركت الطاولة و إنصرفت

ربما أكون جاهلة بعلوم الفلسفة و المنطق لأنها خارج تخصصى و لم أتعرف عليها أبداً بما يرضى الله,و لكنى أنوى القراءة عنها -و لو أن الفرصة لسا مجتش-
و لكنى كنت دائماً ما أتهم بأن تفكيرى فلسفى,و كنت دائماً أسأل من يبادرنى بهذه الكلمة:اللى هى حاجة حلوة ولا وحشة؟

و أدركت مع الأيام أن الفلسفة بصفتها علم الوصول للأصول ليست بالشىء السىء و لكن منها اللى يجن و يجعلنا ندور فى دوائر مفرغة دون الوصول لنتائج...بس ماشى
فى نفس ذات اليوم الذى دار فيه هذا الحوار....جلست مع ورقة و قلم و نسمات الساعات الأولى من الفجر تداعبهما و انسابت الكلمات فوق الورقة بفعل القلم دون أن أدرك تحديداً ما الذى كنت أكتبه
ثم عدت و قرأته فاترحمت على ديكارت و أرسطو و سقراط و أفلاطون و كل اللى ماتوا و عرفت ان اللى كنت بضحك عليه من كام ساعة من فلسفة و تفكير و هرش الدماغ دا مش بعيد عن حياتنا ولا حاجة...و عن حياتى أنا تحديداً

و كان النص كالتالى

معقدون هم البشر...علاقاتهم ببعضهم البعض عجيبة و غامضة ولها ظروف خاصة,يعنى الموضوع عمره ما كان ولا حيكون إن اتنين اتقابلوا,حسوا ان هما قريبين من بعض,فى توافق فكرى و انسانى-بتعبير صديقة مقربة-فيلا عرفنا بعض...يلا علاقتنا بقت كويسة....يلا العلاقة من كويس لأفضل....ما تلاقيييييش

ليه بقى؟؟....لأن بالظبط الموضوع عامل شبه التفاعلات الكيميائية...تواجد مركب مع مركب اّخر لا ينتج بالضرورة تفاعل ما لم تكن الحرارة و الضغط و جميع الظروف مهيئة لحدوث تفاعل,و المركبين نفسهم حيكونوا فى حالة أكثر استقراراً بعد التفاعل...سبحانك ربى....نظام الكون واحد فى كل حاجة

و ينفرد البشر بالقدرة على سوء الإدراك و قصر النظر و الخداع البصرى....بحيث أن اللى تفتكره موسى عادى جداً يطلع فرعون...و التفاعل الذى تظن أنه سينتج عن مركبات أكثر أستقراراً يطلع العكس تماااااااماً

و لو أن فى كل الحالات معرفة الناس كنوز و بنتعلم بردو

يبقى معقدين احنا ولا مش معقدين؟

و على الصعيد الاّخر....ممكن يكون حد مش زيك ولا فى توافق بينكم ولا حاجة و تلاقوا نفسكم تعرفوا بعض و بحكم الظروف لازقين لبعض....بالظبط زى مسلسل مش عاجبك....التليفزيون فى المكان اللى بتاكل فيه....اخواتك بيتفرجوا عالمسلسل و دا معاد أكلك....فغصب و اقتدار بتشوفه معاهم....يمكن يعجبك بعد كدا....يمكن تتعايش معاه من باب (اصبر عالجار ال...يا يرحل,يا تجيله رقابة تشيله)...يمكن تكتشفله ميزة بعدين....و يمكن بردو تفضل مش طايقه.....بس ما أن ظلت الظروف سانحة و لم يقرر أحدكما (التغيير)حتفضلوا مع بعض

و دا بقى يخلينا نسأل طب هو مين اللى يخلى الظروف مهيئة تماماً لأى حاجة و مين اللى يخليها ضد كدا؟

إنه القدر و التدبير و لهما دائماً حكمة....بل حكمممممممممم.....و سنظل نسأل و نسأل و نسأل:طب ليه؟طب اشمعنى؟طب ازاى؟ و لن نصل لأية إجابات....ما هو مش دايماً كل سؤال له عندنا إجابة,أو له أجابة دلوقتى....بس لازم نسأل...لأن عندنا عقول....و عقولنا شغالة....و منقدرش نحجر عليها ولا حاجة....و السؤال ما دام خطر على البال يبقى مش القضية تصرح بيه ولا لأ....لأنه سبحانه يعلم السر و العلن.....الفكرة إنه يستحق يتسأل مادام عدى على مخنا اللى خلانا كبنى ادمين مكرمين عن غيرنا...و لأن مدبر الكون و كاتب الأقدار عارف أنك حتسأل حتسأل و عارف ايه ممكن ييجى فى بالك سواء بس فى بالك,أو بالتصريح و التعبير عنه

ما هو لو مش عايزك تفكر ولا تسأل مكنش خلقلنا مخ بمنتهى البساطة,أو خلقه بيفكر فى حاجات حاجات مثلاً...و قادر سبحانه على ذلك

يبقى الحل ايه؟

على رأى صديقة مقربة تانية بردو:ثق و ابتسم

اد ايه جميل اننا نعيش بالأمل,نعيش و عنينا على بكرا من غير ما نضيع النهاردة,فى بلدنا دى أنسب حاجة لحل مشاكل كتير...الأمل.....لازم نبص للى جاى,أد ايه جميل انها كل ما تضلم فى وشك تبص لبعييييييييد و تقول مش دا اّخر المطاف ولا عمر الضلمة بتدوم و لا عمر النور حتى بيفضل,المهم دايماً نكون عارفين إن(بكرا جايب نهار...يستاهل المشوار) و لو مجبش نهار...نستنى بعد بكرا...و ماله؟!.....المهم الأمل و الإصرار و الإستمتاع بجو الساسبنس دا اللى بردو يسيطر طول الوقت على بلدنا

و كفاية كدا عشان سيرة التغيير و الأمل فى موسم الإنتخابات مش كويسة و الجو ملبش

(دا بكرا جايب نهار....يستاهل المشوار)

Sunday, October 31, 2010

يوم ممطر اّخر


استيقظت اليوم متأخرة بعض الشىء عن ميعادى المعتاد,لم يكن التأخير كبيراً حتى يفوت موعد أول محاضرة و لكنى قررت ألا أذهب إلى الكلية....فجأة شعرت أنى قد مللت التلقين و الروتين و التعليم بطريقة أبلة نظيرة و مللت طريقة تعامل الأساتذة معنا على أننا طالعين من الإبتدائية عليهم عدل,حتى أن بعضهم أوحى لى و لزملائى ذات مرة أنها على وشك أن تمر على الطلبة-الجامعيين-لتصحح الكراسات و أنها ستزف إلينا البشرى السارة ليلة أمتحان نصف العام الدراسى الأول بأنها نزلت التوقعات المرئية فى الليزر(وحدة تصوير الورق فى كلية الهندسة).....و غيرهم من ناشرى الموجات السلبية و عاشقى الإحباط....و غيرهم ممن أتوقع له النجاح الساحق فى أى مهنة سوى التدريس و هكذا صار الجميع ضحية نظام تعليمى فاشل

قررت أخذ أستراحة قصيرة و أن أذهب لجامعتى فى موعد المحاضرة الثانية

و بالفعل نزلت من منزلى و سلكت دربى المعتاد فى محاكاة للروتين اليومى.....و لكن شيئاً جديداً حدث على غير العادة.....الدنيا بتشتىىىىىىىىى

شعرت بسعادة بالغة ليس فقط من أجل التغيير و لكن لأن الشتاء فصلى المفضل

لم أجد أى مواصلة أنط فيها عشان أروح لأبلة نظيرة....عفواً دكتورتى الجامعية العظيمة....فقررت أن أنتقل إلى موقع الحدث....إلى كورنيش بحر الإسكندرية لأشاهد الأمطار و هى تهطل عليه فى مشهد يعتبر الأول فى حياتى

كنت قد قررت ألا أمشى تحت المطر على كورنيش مدينتى الجميلة إلا مع مستر إكس....و اللى ميعرفش مين مستر إكس مايزعلش لأنى أنا نفسى معرفوش....و لكنه شخص إفتراضى لأجل غير مسمى و لكنى أعلم أنه موجود فى مكان ما,إن لم يكن استشهد فى حرب أكتوبر أو ترك البلد مهاجراً فإنه موجود.....هو سعيد الحظ و اللى حماتى دعيتله فى ليلة القدر فاستجاب لها الله و رزق أبنها بسعادتى....فنعم..أنا من أولائك الذين يؤمنون نظرية النص التانى

و لكن الموقف كان أكثر إغراءً من أن يؤجل لهذا الأجل الغير معلوم,دا ممكن قانون الطوارىء يتلغى و أكس لسا مظهرش

و بالفعل كانت كل الخواطر و المواقف الاّتية تحت المطر فى عروسة النيل المحروسة و تحديداً فى عروسة البحر الأبيض المتوسط

الشارع لأول مرة تقريباً لا يوجد به أحد,قلة قليلة تهرول تحت المظلات,رجال بذقون,رجال -كاجوال-,بنات محجبات,منتقبات,طلبة و طالبات...اختلافات لا حدود لها و الجميع ينظر إلى فى إستعجاب و إستغراب,فجأة طبقات المجتمع المصرى إجتمعت على إنى فيا حاجة غلط...و ماله الوحدة حلوة بردو من أيام المرحوم مينا موحد القطرين

مرشخصاً عشوائى المظهر أو كما يظن البعض-مجنون- و منهم حقاً تخرج الحكم,نظر حوله و قال:دى بتشتى....ثم تعالى صوت ضحكه بشكل ملفت و قال:بركة يمكن تخضرّ...و أخذ يغنى:عايزينها تبقى خضرا الأرض اللى فى الصحرا,و نقدمها لمصر هدية حاجة جميلة و معتبرة

أكملت سيرى و الناس تنظر إلى مندهشة و أنا أتحسر على حالهم المتعجل فحقاً إنهم لا يشعرون بروعة و جلال سقوط الشتاء,مرت فتاة تمشى بهدوء و تستمع إلى موسيقى-لم أميزها-على هاتفها,وجد كل منا ضالته فى الاّخر فالجميع فى عجلة سوانا فنظر كل منا للاّخر بإبتسامة تشى بجوهر السعادة الذى نشعر به

مررت على مجموعة من عمال البناء الصعايدة,قال أحدهم لزميله:بالذمة حد يشتغل فى الجو دا....رد الرفيق:طول عمر الصعايدة أجدع ناس و نشتغل فى أى وقت.....فقال الأول:طبعاً...دا أول واحد طلع القمر كان صعيدى.....ضحك الجميع و سأله أحدهم:طلع يعمل ايه عاد؟....فقال له:كان بيورد رمل و أسمنت

ضحكت لقدرة المصرى على اختلاق الإنجازات الوهمية و لروحه التى تنجيه دائماً من كل الصعاب

الشارع ملىء بلافتات الدعاية الإنتخابية و كثيراً ما تمر بجوار مجموعة فتسمع أحدهم يقول:أهى كلها وعود كدابة

و يرد الاّخر:زيد زى عبيد و أحمد زى الحاج أحمد

حال أولائك البشر جعلنى أتسائل:على فين يا حلوة؟......مش بعاكس لا سامح الله.....و لكن حقاً على فين يا مصر؟هل من خلاص؟...و نظرت إلى المطر و فيه وجدت الإجابة,فكما يحيى الله الأرض بعد موتها به فى معجزة إلهية لا تملك إلا أن تقف عاجزاً أمامها,قادر الله على أن تحيا هذه البلدة-زينة بقاع الأرض-

و على بلوكات البحر,يعبر شبابنا عن اّرائهم و طموحاتهم و مواقفهم من الحياة,و قبل أن نتفق أو نختلف على هذه الوسيلة التعبيرية يجب أن نبادر أنفسنا بالسؤال:كانوا لقوا مكان تانى يعبروا فيه عن رأيهم ولا حد ألين من الحجر يسمع و ماراحولوش؟

كتب أحدهم:الحب حرام

فرد اّخر تحته:مش محتاج أتوب....حبك مش ذنوب ولا عشقك خطية

كتب أحدهم:نعم....لجمال الدولى-مشجع نادى الإتحاد الأشهر-

كتب اّخر:الأولة بلدى....و غيرها ماليش

و اقتبس غيره من عمنا صلاح جاهين:اتكلموا....محلى الكلام ما أجمله و ما ألزمه

و واحد شغلته قضية الوحدة الوطنية فكتب:اللى أوطانهم تجمعهم....عمر الأديان ما تفرقهم

و كتب منيرى مأصل جملة أعشقها من غنوة(ياما مويل الهوى):شرط المحبة الجسارة

و صاحبنا هذا ذو نظرة فلسفية فكتب يقول:لو الإنتخابات كانت بتغير مكانوش عملوها

و هكذا اقتبس شبابنا من أشعار جاهين و أحمد فؤاد نجم و من أغانى محمد منير ما يعبر عن واقعهم......تساءلت :متى ظهر هذا الجيل و لماذا لا نرى له أثراً حتى الاّن؟...و أدركت أن دوام الحال حقاً من المحال

فى المطر أمل...أمل بأن يحيى الله الأرض بعد موتها....أمل فى أن يحيى الله قلوب العاصيين بعد غفوتها و يردها إلى دربه رداً جميلاً...أمل فى الغد....أمل فى أن تشرق الشمس من جديد

و أكملت سيرى مستمتعة بقرارى لخرق المعتاد و المألوف, و متحملة مسئولية جنانى تماماً....و مدركة أن ما من شىء يعادل سعادة أن تعمل ما تود فعلاً عمله و أن -العقل دا داء بيعيي فعلاً-....قد يكون الوزن ثقل بسبب الماء,و ما المشكلة؟فالروح خفيفة

رحلة تحت مطر مدينتى و بصحبة بلدى و شعبها كانت من أجمل و أغرب ما فعلته يوماً على الإطلاق...سألت نفسى و ماذا عن الصحبة البشرية؟

فأخذت أردد كلمات صلاح جاهين و غنوة محمد منير تحت المطر

إيديا فى جيوبى و قلبى طرب

سارح فى غربة بس مش مغترب

وحدى.....لكن ونسان و ماشى كدا

ببتعد,معرفش أو بقترب

و إلى أن تأتى النزلة المعوية أو يكملها ربنا بستره......سك عالموضوع

Tuesday, October 12, 2010

استثناء


لمن غنى للحرية و للإنسانية و للحلم و لقبول الاّخر, للدنيا و للوطن و للحب الغير مشروط الذى بين طياته نجد الحرية,لمن عودنا على التلاحم بالناس و إيجاد الذات بين ذواتهم,لمن علمنا الإصرار و لمن رسم على وجوهنا الإبتسامة و البهجة فى عز الأحزان....أقول شكراً أود بالتأكيد أن أشكر كل من تنطبق عليه هذه الصفات و لكنى أعنى
بالتحديد(محمد منير) و تعود ال(نا)على المنايرة

و يسألون دائماً ما العلاقة التى تربط بين منير و جمهوره؟

أنى أجولك.....لأنه الوحيد الذى غنى لكل الحالات فهو الأجدر على أن تجد عنده ما يعبر عنك دائماً....الفارق الوحيد بينه و بينك أن الله أعطاه القدرة على أن يترجم أفكاره و مشاعره و أحلامه و وجعه إلى عمل رائع بينما لا نملك نحن هذه الموهبة فهى علاقة(تكامل).....علاقة شخص بشخص اّخر شاركه جميع تفاصيل حياته,قرأ أفكاره و ترجم مشاعره,أخذ بيده لينجيه من الأحزان مقنعاً إياه بألا يستسلم لها, و سلمه لها تارة أخرى من جودة تعبيره عما فى داخلنا و لهذا العلاقة إستثنائية.....و كذلك تكون العلاقات التى تقوم على التكامل و المشاركة فكيف لنا أن نصف ارتباط الكاتب بقلمه؟ و كيف يكون ارتباط الرسام بريشته؟ و كيف يكون إرتباط المطرب بصوته؟ و هو كذلك إرتباط المنايرة بمنير....ارتباط ترجمة الأفكار و المشاعر....ارتباط توافق و تشابك الأحلام فأعتدنا أن(ينشبك حلمه فى حلمنا) و هكذا و على مدار خمسة و ثلاثين عاماً سارت العلاقة استثنائية و ستظل كذلك
فجاءت كلماتى هكذا دون سابق مراجعة أو تنميق و أنا أستمع إلى(على صوتك)تعبيراً منى عن الإمتنان لهذا المبدع فقد أنتشلتنى هذه الغنوة من حالة ضلمة كانت أكيدة لولاها....و صادف أن كان ذلك يوم ميلاده
و مع مختارات من إختيارت هذا المبدع و من إبداعات ناس تانية لا تقل إبداعاً أترككم

طعن الخناجر ولا حكم الخسيس فيا

و دا حب إيه دا اللى من غير أى حرية؟

الحب زى الطيور....لازم يعيش فى النور

ربك لما يريد...أحلامنا حتتحقق و كلامنا حيتصدق و الغايب حيعود

يا مصر و أنتى الحقيقة....و أنتى أغترابى و شقايا....دا أنتى الجراح الرهيبة و أنتى اللى عندك دوايا

شرط المحبة الجسارة....شرع القلوب الوفية

إحنا بكرا لينا....تحلى الذكرى بينا

تمشى ورا السبع تفضل سبع و تموت سبع...تمشى ورا الضبع لا دا الضبع سىء طبع

لو بطلنا نحلم نموووووت....لو عاندنا نقدر نفوت

عاشق,إعشقنى....كاره,إكرهنى...لكن (اسمعنى)

الكلمة إيد الكلمة رجل الكلمة باب....الكلمة نجمة كهربية فى الضباب...الكلمة كوبرى صلب فوق بحر العباب...الجن يا أحباب ما يقدر يهدمه

الاسم الكامل(إنسان)الشعب الطيب والدية,المهنة بناضل بتعلم...تلميذ فى مدرسة شعبية

مش محتاج أتوب,حبك مش ذنوب,ولا عشقك خطية

لو كان لزاماً علينا الرحيل,كارهاك يا وداع ولا بديل

دا بكرا جايب نهار,يستاهل المشوار,و حلمنا لو ينضرب,حنصد و نرد ولابد...يبقى المصير فى اليد


Wednesday, September 22, 2010

حالة

صوابعك مش زى بعضها...و هكذا خلق الله البشر مختلفين و سبحانه لو أراد لهم التطابق لكان ذلك بين الكاف و النون و لكنها حكمة قد لا تدرك بالعقول و منبه للتدبر بداخلنا فنسبح خالق البشر على إختلافها
و جزء من هذا الإختلاف أن سعادة أو تعاسة البشر يجدونها فى أشياء مختلفة أو ربما متناقضة
و أنا كممثلة لطائفة ما-ما أكيد فى ناس زيى-أجد أعلى مراحل سعادتى فى الكثير من الأشياء و من أهمها العمل,هو الهروب المبرر الوحيد,ففيه و به أهرب من كل متاعب الحياة و له صدر رحب دائماً ما يستوعبنى مهما كانت حجم المشكلات و أحبه أيضاً لأنى أرى فيه التغيير متمثلاً فى خطوات و بنجاحه و السعى وراء كماله تعلو سعادتى فأعلو معه و أحاول أن أضيف له لكن الأكيد أنه يضيف لى على اختلاف طبيعته سواء دراسة أو عمل تطوعى أو ما خلاف ذلك
و فى شىء اّخر أجد سعادتى فيه,أجدها فى الجمال و فى كل ما يقربنى إلى ذلك الجمال و يعلى من الإحساس به فأسعد بغنوة صادقة أو بمقالة معبرة أو بفكرة مبدعة أو بحالة فكرية سعادة شاء الله ألا يعطينى من موهبة الكتابة قدر كبير حتى أصفها و أنقل كل جوانبها
أكتب الاّن لأنى قد مررت بحالة من الجمال و بحالة من تقدير العمل فمنحتنى السعاة بالتالى و قليلاً ما يصل بك شخص إلى هذه السعادة بجمال فكره و جودة عمله
كنت أشاهد حلقة اليوم من برنامج-العاشرة مساءاً-للرائعة الجميلة منى الشاذلى و كان فى إستضافتها مبدع صغير كبير هو إياد نصار
تعرفون حجم النقاش الذى أثاره مسلسل(الجماعة)ولكنى لن أناقش التيار الفكرى أو السياسى أو موقفى الشخصى من الجماعة و لكنى أناقش كيف نجح هذا المبدع فى أن يستوقف جميع المؤيدين و المعارضين أمام موهبته و إتقانه للعمل و إبداعه و للإبداع يجب أن نقف جميعناً احتراماً
أشعر أن الموهبة بحاجة دائماً إلى أشياء كثيرة تثقلها و الجميع يسلم بموهبة هذا المبدع الفريدة و لكنه فى حواره مع منى الشاذلى استوقنى أكثر من مرة
استوقفتنى ثقافة نشأت بتوجيه من الأهل,فتأمل دور الأب الذى يفتح أمام ولده جميع جوانب المعرفة و مختلف الفكر و التيارات و يتركه ينهل منها و يراقبه من بعيد و يضع صغيره على الطريق الصحيح إذا مال لأى طرف بسبب نقص فى المعلومة

تأمل موهبة -و قليلاً ما تتكرر هذه الكلمة فى أى مقال-شفافة ترقى لأن تحاكى مشاعر البشر و تتقمصها و تقدمها بإحسان و توجهك بكل حواسها لمعنى الإنسانية

تأمل الإتقان و الحرص على كافة التفاصيل و الحرفية التى يتعامل بها الرجل مع مهنته

تأمل فخره بأنه فنان و ثقافته عن مجاله و إدراكه لدور الفن

و تأمل الفن حينما يتعدى الأمكنة و الأزمنة و يلغى الجنسيات و الإنتماءات و يقرب اللهجات و يجعل الجميع يلتفون حول قيمته فحسب

تأمل جمال لحظة النجاح و فرحة الوصول إليها

هو حالة ثقافية نادراً ما نراها فى فنانينا العرب,خلطة من الثقافة و الإتقان و عشق العمل لدرجة تقوم بها أمم و الله,حالة تلهمك بالكثير و تهدى لك الكثير و فى كل الحالات تسعدك لأنها موجودة بالفعل
لا أملك إلا أن أقول سبحان وهاب المواهب و سبحان معد خلقاً بلغوا من الرقى مبلغه و سبحان خالق خلقاً جهلوا معنى الرقى و للإختلاف حكمة
و سبحان خالق الجمال و ملهم الإبداع و مسبب أسباب السعادة و الفخر بنموذج فنى أردنى مصرى عربى

قراّنا....ليس قراّنا


مقال فى جريدة الدستور دفعنى للكتابة مرة أخرى فيه رأيين
أولهما رأى الدكتور محمد الشحات الجندى-الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية-و بنص
الجريدة:

أكد الدكتور محمد الشحات الجندي ـ الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية ـ أن ما دعا القس الأمريكي تيري جونز لحرقه لا يعد قرآنا ذلك لأنها نسخ مترجمة من القرآن الكريم عن العربية، وأنه رغم أن ترجمات القرآن لها قدسية لأنها فرع
من الأصل ولا يجوز حرقها ولكنها ليست قراّنا

و الرأى الثانى فى نفس المقال للدكتور حسن وجيه -أستاذ اللغويات بكلية اللغات و الترجمة- و بنص الجريدة:

وفي الوقت ذاته اعتبر الدكتور حسن وجيه ـ أستاذ اللغويات بكلية اللغات والترجمة ـ أن ترجمات القرآن الكريم تعد قرآناً لأنها تحمل النص العربي وفي الصفحة المقابلة للترجمة، ولكنه انتقد الترجمات الأجنبية للقرآن الكريم وحملها السبب وراء حملات الكراهية للإسلام والمسلمين مؤكدا أنها تحمل العديد من الأخطاء الفادحة كما تتجاهل ربط الترجمة بمعاني التواصل عبر الثقافات وفقدان البرامج العملية والنموذجية، قائلا: «كثيراً ما أقابل عدداً من الأجانب الذين يرفضون الإسلام بعد قراءتهم بعض الترجمات الخاطئة»

و بعيد عنكم قلبت معايا بضحك ليس من باب تسفيه ما قاله الرجلان فلست أهلاً لذلك ولست من محبى هذه الثقافة و لكنه السلوك الذى سلكناه فى التعامل مع الأزمات كالعادة و كأن أزمة حرق المصحف ستحل بمعرفة إذا كان المصحف المترجم قراّنا أو ليس قراّنا و كأننا إذا إتفقنا على أنه ليس قراّنا هدأت النفوس و أقتنعت العقول و أفتتحنا شوادر البطيخ الصيفى فى البطون,و كأن من أراد هذا للقراّن كانت تعنيه قضية إذا كان المصحف المترجم قراّنا أو ليس قراّنا- بل أنه أراد الرمز-و كأن هذا هو أصل الأزمة و كأن الغرب هو المتهم
و ربما كنت سأمر على هذه الفتاوى مرور الكرام إذا لم تربط بفكرة حرق المصحف

المسألة بهدوء يا حضرات,أننا نحن من كنا وراء فكرة حرق المصحف,و نحن من كنا وراء الرسومات المسيئة للرسول,و نحن من كنا وراء الحملات المضادة للإسلام
نعم,نحن السبب

من أساء لمحمد لا يعرف محمد لأنه لو عرفه بإنصاف ما كان له أن يقوم بذلك و لكنه يعرف أتباع محمد تمام المعرفة. أناس خير أمة أخرجت للناس و يراها من أسوأ الأمم,يعرف ما وصلت له من تخلف,يعرف العقول المتحجرة و يعرف العلم المهمل,يعرف التشدد و يعرف سوء الخلق,يعرف التكفير و يعرف التعدى على حرية الأديان و يعرف أكثر من ذلك و مع ما يلقاه الخواجة من تعتيم و تضليل إعلامى و مع القليل من الجهل الكامن فى التعميم و مع هستيريا الحرية-و ما هى بحرية- التى تجعله يظن أن من حقه الإساءة لما يختار بمنتهى الطلاقة يصل إلى إستنتاج لا يؤرق ضميره بأن هذا هو الإسلام,هذا هو محمد,هذا هو القراّن

لا أرى حلاً لهذه الأزمات المتتالية سوى الحوار القائم على محاولة إيجاد أرضية مشتركة والوصول(لكلمة سواء) مع دعوة كل مسلم يعتقد أنه يغار على دينه فيدعو لمقاطعة الفيسبوك إذا ظهرت جروب تسىء للمولى أو للرسول,و يغضب أشد الغضب إذا علم بنية لحرق كتابه الشريف,أو إنتابته مشاعر النشوة و السعادة لأن أحد أتباع الأديان الأخرى ترك دينه و أسلم معتقداً أن فى ذلك أنتصار لدين الله رغم أن القاعدة معروفة(فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر)و ما هى بالقضية التى تستوقفنا لو كنا نعلم معنى حرية الإعتقاد...أدعوه أن يقف مع نفسه ليعرف بنسبة كم ساهم فى نشر هذا الإنطباع عن دينه؟بنسبة كم يحمل نفسه مأساة هذه الأمة؟بنسبة كم يعتقد أنه كان سبباً فى كل إعتداء على هذا الدين؟بنسبة كم تجاهل تعاليم كتابه و أختصرها فى معجزات وهمية من أمثال-هجمات
11 سبتمير مذكورة فى القراّن و يقولها بفرحة و كأن قتل الأرواح و الإعتداء على المدنيين مقبول فى الإسلام؟أسأله ماذا تعرف عن رسولك و صحابته و هل توقيرهم هو تقليد متوارث لديك أم أنه عن إقتناع و تدبر فى سيرتهم؟اسأل كم بلغ منك معنى (التدبر)من حيث التفكير فى كتابك و فى حكمة أحكامه أم أنك من أنصار أن التفكير فى الدين لنزداد إيماناً و تسليماً رجس من عمل الشيطان؟
و بنفس ذات الهدوء أتمنى لو نغير طريق تعاملنا مع الأزمات فنكف عن نشر أخبار المسلم الذى أنقذ جاره المسيحى من حريق فى شقته بعد كل حدث يلوح من بعيد للفتنة الطائفية -و كأن من المفترض أن أسأل شخصاً حياته مهددة بالإنتهاء عن ديانته قبل أن يدفعنى ضميرى لمساعدته-و كذلك نشر أخبار الظابط الذى وجد حقيبة بها أموال فسلمها للشرطة بعد كل تجاوز يحدث فى وزارة الداخلية و الأخبار التى تتداول دائما بأنه وجدت جثة فلان الفلانى الذى أساء للإسلام محروقاً أو مشنوقاً فى مكان ما و غيرها من الأخبار اللطيفة
و لو أن بعد كل مشكلة أجتمع العقلاء و علماء الإجتماع للنظر فى جذور الأزمات و لإيجاد حلول جذرية لها و معالجة المرض بدلاً عن معالجة العرض لما تكررت المشكلات
و سك عالموضوع

نص المقال
http://www.dostor.org/weekly/depth/10/september/14/28678

Thursday, August 12, 2010

الوسط الذهبى


فكرة الوسط الذهبى فكرة قامت عليها الفلسفة اليونانية و هى ما يقابله فى أمة الوسط قوله تعالى فى محكم التنزيل(و كذلك جعلناكم أمة وسطاً) و السؤال هو كيف أصحبت أمة الوسط أمة اللا وسط؟
أصبحنا نعيش فى مجتمع يهوى الحواف و يعشق أقاصى التدريجات دائماً و لا يقبل الوسط...فما بين الدين و اللا دين....الخلق واللا خلق...العمل و اللا عمل...النجاح التام أو الفشل المطلق و كأن مرحلة الوسط الذهى قد سقطت سهواً من هذا المجتمع و إن كنت أؤمن بأن بعض الأشياء لا تقبل الوسط و لن يكون الوسط فيها سوى-رقصاً على سلالم متحركة- و لكنى لا أتحدث عن هذه الإستثناءات بل فى العموم
حتى على المستوى الإجتماعى....فالطبقة الوسطى بعيد عنكم أكلتها البارومة من زماااان و فجأة و دون سابق إنذار إتبع المجتمع سياسة(يا أبيض يا أسود...رمادى ما احبوش) و ليس هذا كرمز للوضوح و الشفافية...العفو فأنتم أدرى منى بأن هذه الكلمات تطلق فى النفس الاّن ما يطلقه أبطال ديزنى من شعور بالفانتازيا و الرفاهية...إنما كرمز للجمود و التطرف و ليست الحياة كذلك!!
و لأنى أقتنع أن للكون خالق واحد فإنى أؤمن أن نظام الكون واحد على كل المخلوقات و ما أراه مطبقاً على الذرة أجده قابل للتطبيق على البشر-فى أغلب الأحيان-
ففى علم المواد لا يوجد تطرفات...تدريج مثلاً كتدريج البى إتش تتدرج الخواص من الصفر إلى الأربعة عشر ففى منتصف التدريج تكون المادة متعادلة-أى شخصية متزنة فى عرف البشر- و بعيداً عن القيمة سبعة تتدرج المواد فى الخواص الحمضية و القاعدية و لم يتجرأ أحد و يكذب حقيقة التدرج هذه و لكنه إنفصام الشخصية من جديد
سامعاك ياللى بتسأل:و ايه مناسبة التخاريف دى دلوقتى؟
مناسبتها أنى أكتشفت أنى أنتمى أيضاً لمدرسة التطرفات الفكرية...فعقلى الذى يؤرقنى الاّن و يمنعنى من النوم و الساعة تعدت السادسة صباحاً لكثرة ما فيه من أفكار هو ذاته العقل الذى يعانى من الإفلاس كثييييييراً
يعنى هو يا تطخه يا تكسر مخه؟
و مناسبتها أنى منذ بدأ الشهر الكريم و أنا أدعو يومياً دعاءاً خفياً على الإفطار و ما أن أنتهى منه حتى أضحك و تتسائل العائلة و تقتنع أنى فى طريقى للسعان المبكر و لكنى سأعرض عليكم الدعاء:اللهم أجعل أمة الوسط أمة وسطاً ثم أضحك من المفارقة العجيبة بين ما ينبغى أن نكون عليه و ما وصلنا إليه و تمر أمامى صور لمختلف أنواع التطرفات....دينية....اجتماعية...سياسية فيزداد الضحك حتى ينهى اّذان المغرب موقفى المحرج
فإنى أكتب لأعدل الدعاء و لأحل النزاع الأسرى الأسرى .... فاللهم أنشر التيار الوسطى فى أمة الوسط من جديد فى كل شىء و أتمنى أن يشمل هذا التيار اّفة حياتى -عقلى- ليمنحنى القليل من الراحة و لتمر هذه الليلة -التى لم تعد ليلة- بسلام
قولوا اّمين
و كل سنة و أنتم طيبين
و سك عالموضوع

Saturday, July 31, 2010

واحد من الناس


لن أتكلم اليوم عن شخصية مشهورة ولا عن شخصية تعاملت معها بشكل شخصى,هو رجل من النوع الذى يراه البعض-عاديا-,رجل أتى و رحل فى هدوء دون أن يحدث ضجة فى هذا العالم و لكنه أحدث تلك الضجة فى عالم كل من منحتهم الأقدار شرف لقاؤه

هو فيلسوف يابانى لم يبلغ من الشهرة ولا من المجد ما بلغه غيره من الفلاسفة و لكن منهجه أسرنى حقا,هو ساخر حتى النهاية,قابل كل ما فى الحياة بابتسامته الهادئة,فإذا حبته بنعمة ابتسم و إذا تتابعت المصائب فى سلسلتها الشهيرة ابتسم أيضا متعجبا و مفكرا,كان مريضا و فقيرا و مبتسم!!!

كان يعيش فى بيت بلا قطعة أثاث واحدة و لم يفكر حتى فى سوء وضعه بل أخذ يرسم صور للأثاث الذى كان ليشتريه لو كان معه الثمن متمسكا بذلك بأحلامه البسيطة العميقة حتى لو حرم منها


لم يكن يملك الكثير من أى شىء,و لكنه كان محرك دائما لغيره لإمتلاك كل هذا الكثير,هو من هؤلاء الأشخاص اللذين يهوون العمل من وراء الستار,فحث تلاميذه على التعلم و الكد و العمل و الكفاح ليصلوا إلى كل ما لم يستطع هو الوصول إليه


اّمن بأن الشخص المتميز ناجح و الأنجح منه من يضع الاّخرين على طريق التميز غير مكترث بالكادر الذى لن يظهر أبدا به فكان تبعا لقانون الجذب مصدر موجات إيجابية لكل من حوله

كان مريضا فقابل المرض بسخريته المعهودة,كان معطاء و لكنه لم يكن يملك ما يعطيه,فاتبع مع تلاميذه نفس أسلوب كساء منزله بأثمن قطع الأثاث,رسم كل ما تمنى اهداؤه إلى تلاميذه و أعطاهم لوحاته معتذرا لهم بأنه لا يملك أى شىء اّخر يستطيع تقديمه


و ها هى حياته تشرف على الإنتهاء و رصيده الوحيد حب من حوله و ابتسامة جميلة بدأت تفتر للمرة الأولى فى حضرة كل تلاميذه-فمن المستحيل أن يخذل أحدا هذا الشخص-,اكتسح الجد ملامحه فجأة و توجه إليهم مقدما لكل منهم علبة و أوصاهم بأن يضع كل منهم علبته فوق جثمانه أثناء حرقه بعد وفاته


و توفى بالفعل و شرع الأبناء الأبرار فى تشييع معلمهم بالبكاء و النحيب,وداعهم له لم يكن وداعا لشخص مر على الدنيا مرور الكرام,بل ودعوا فيه رمز الحياة و قيمة التشبث بها و الاستمتاع بها مهما كانت قاسية,قيمة العطاء حتى و لو كان الرصيد صفر,قيمة الإيثار, و قيمة الخلود...فنجاحه و فلسفته و فكره باقون فى كل من أثر بهم هذا الرجل

و شرع التلاميذ فى تنفيذ الوصية و وضعوا العلب فوق الجثمان أثناء الحرق,فإذا بالعلب تحتوى على ألعاب مفرقعة و صواريخ ملونة تتطاير فى كل مكان و تحيط الجو بمرحه المعتاد -الذى سيظل خالدا كذلك-فلم يتمالك التلاميذ أنفسهم من الضحك متلقين بذلك اّخر دروس فيلسوفنا المبجل فى ايجاد الجانب المضىء للحياة أو حتى للموت
قد يراه البعض لم يقدم شيئا لنفسه و لكن ما قدمه لغيره عندى يشفع له



هو جيبشنا إيكو

ألا تراه حقا شخصا خارق للطبيعة؟

Monday, July 12, 2010

أيدنى....شكرا

هو خبر و تعليق
سمعنا فى الأيام السابقة وفاة(رامى شمالى)طالب ستار أكاديمى لموسمه السابع اثر حادث حيث كان يقود السيارة و بجواره (محمود شكرى)
و تسبب الحادث أيضا فى مقتل زوج و زوجة فى العقد السادس من حياتهم
جاء (رامى) إلى مصر لتلبية دعوة زميله و رغم أنه لبنانى شاءت الأقدار أن يكون المشهد الأخير على أرضنا و ليس أرضه معبرا عن تلاحم مصير هذه الأمة و أن أبى من يأبى
يبلغ رامى من العمر ثلاثة و عشرون عاما و بالتعبير المصرى الشائع -فى عز شبابه-
ما أدهشنى حقا ردود الأفعال المتباينة التى سمعتها من أناس مختلفين فى خلفيتهم الثقافية و الدينية و الأخلاقية
فبالطبع حزن محبى (رامى) و متابعى البرنامج حزنا شديدا
بينما أعتبر الاّخرين هذه النهاية تعبير عن (غضب الله) و تلمح فى نبرتهم شماتة -يرثى لها-معللين
ذلك باعتراضهم على فكرة البرنامج أو على الغناء فى حد ذاته أو على قيادة السيارة بسرعة كبيرة أو أنه عاش حياة دنيوية-ولا أعرف من أين لهم هذا-و بالمرة علل البعض الهجوم اللا مبرر بأنه مسيحى الديانة-و دى فى حد ذاتها كارثة-
و رغم أننا تحدثنا عن هذه الفكرة من قبل مرارا و تكرارا و أعتقدت أنى أستنفذت كل طاقتى الكتابية فى اقناع البشر بأن الله وحده هو من له الحق فى الحكم على عباده و فى تقييمهم و فى العفو عنهم أو فى عذابهم و اعتقدت أن أى موقف يتم فيه الحكم على البشر لن يستفزنى و لكن للأسف هذا الموقف فاق التوقعات
فحل الهجوم محل المأساة الانسانية التى نحن أمامها و غابت الأنظار و الضمائر عن مشاعر أم فقدت ابنها و عن مشاعر أخ يودع أخيه بغير رجعة و عن مشاعر صديق سيحيا ما تبقى له من عمره بعقدة ذنب كفيلة بأن تحرمه معنى السعادة و عن شخص جديد-أو ثلاثة أشخاص بالأحرى-يغادر عالمنا تاركا خلفه ألم فى نفوس الكثير
متى سنترك الحكم على المخلوقات للخالق وحده و متى سينشغل كل منا -بالبلاوى- اللى فيه و بمعاصيه و ذنوبه الخاصة
متى سيرحمنا الله من حملات التكفير التى يقودها من يعلم و من لا يعلم
متى سندرك أننا جميعنا بشر, فكلنا نطمح للسعادة و كلنا نتألم و كلنا نحب و كلنا نكره و كلنا نمقت الفراق كل على طريقته الخاصة و لكن نظل فى النهاية نمر بنفس الخبرات الانفعالية التى للأسف لا نقدرها الا إذا مررنا بها نحن أما مرور أى شخص اّخر بها تجربة لا تستحق الذكر ولا الاحترام
أحلم بجيل يحيا بالمعنى الذى ذكره فارس الحرية -تشى جيفارا-أنا لا أوافق على ما تقول و لكنى سأقف حتى الموت مدافعا عن حقك فى أن تقول ما تريد-
اختلف مع (رامى) فى الكثير لكنى أشاركه ما هو أهم من أى اختلاف اننا بشر و هو ما يدفعنى الاّن أن أقولها بكل صدق -الله يرحمه
(عارفة أن حيطلع حد يقولى الرحمة على غير المسلمين لا تجوز )
و بالمرة أعتقد أن فتاوى الذى يجوز و الذى لا يجوز يجب أن تتوجه إلى ما هو أهم من حكم (سلفنى شكرا) و التنمية البشرية و شرب السجائر فى نهار رمضان و مهازل أخرى أنتم أدرى بها إلى مرحلة تحريم و تجريم الفساد و تزوير الانتخابات و الرشوة و التعذيب و النفاق فهذا ما يجب أن نخاف على أمتنا منه حقا
و أرجوك....أيدنى شكرا و دع الخلق للخالق و أدعو إلى كل موتى -البشر-بالرحمة و أحياؤهم بالهداية
سك عالموضوع

Monday, June 21, 2010

نكسة...و لكنها تدور

رغم مرور ثلاثة و أربعين عاما على حدث كان له الأثر فى نفس كل مصرى,أشعر بروح هذا الحدث ترفرف على بلدى مرة أخرى و أرى تأثيره علينا

ففى نفس الشهر و حول نفس الأيام تقريبا تبتلى مصر بنكسة جديدة....أرى أثرها فى عيون الشباب و فى صمت الاّباء و فى اسئلة الأطفال...أراها فى الدموع التى تغالب كل مصرى أحب هذا البلد حتى الثمالة فتسقط من عيونه رافضة الهزيمة و مشفقة على الوضع الحالى و طالبة لرحمة الله بوطن مر به الانبياء و بأرواح مواطنيه...تلك الروح التى هى سر عظمة الله فى أرضه

و وحده الله يعلم كيف مرت الأيام السابقة على الكثير من عشاق هذا الوطن و أنا منهم

و لكنى لا اكتب اليوم لندب الحظ أو للتغنى بما وصلنا له ولا لنشر الموجات السلبية و بخها فى وجه القارىء ولا لأعلن التخلى عن الأحلام ولا لأثور على عشق تملك منا.....و رغم ما بداخلى من ألم وحسرة و مرارة و عتاب تجاهك يا مصر و رغم ما عانينا جميعا منه فى الفترة الماضية و دون الدخول فى تفاصيل لا تخفى على أحد

و لكنى أكتب لأنى أدركت ما نحتاجه حقا...لا نحتاج احداث نهضة لأن الحلم بعيد....ولا اعداد الجيل الذى سيحدث النهضة لأنه أيضا حلم بعيد....و لكننا نحتاج جيل (فدائى)...استقر حب بلاده فى دمه و سكنت هى على قائمة أولوياته...جيل-يرمى نفسه تحت القطر-جيل فك القيود و كسر الذل و التمسك بالعزة....جيل يتمسك باّخر ما تبقى فينا من قيم....جيل لديه مفهوم الرفض...جيل خلق ليعترض-بما انه لا يوجد تقريبا ما يمكن تأييده-

فكيف ننهض و كيف نعد أجيال النهضة و نحن مكتوفى الأيدى بقيود الخوف و الصمت و الذل و الهروب؟

و بكل هذه الصفات لا أضمن لكم سلامة هذا الجيل و ذلك هو مفتاح التغيير...أن يظهر جيل باع كل شىء و اشترى حلمه و وطنه.....جيل محطم للحوائط التى اعتدنا المشى-فيها-لأن هذه النظرية أثبتت فشلها الذريع...حتى الحوائط تنهار على أصحابها دون سابق انذار

ولا يحتمل الوضع انتظار لذلك الجيل.....فحان وقت المبادرة...وقت ان يكون كل منا بداية لهذا الجيل...أطلب منكم رفع معدلات التضحية و اعادة ترتيب الأولويات...أن يبدأ كل منا بالتغيير بقلبه فبلسانه فبعمله و كلها منازل لها أعظم التقدير و الاحترام

و الى أن يحدث ذلك فاعلنها صريحة...أكرهك يا من تسببت فى ضياع وطننا منا-انه الصمت

أكرهك يا من فرضتى علينا الذل لعقود-انها السلبية-

و أقاطعك و لن أضع يدى فى يدك ما حييت-أيها اليأس

و انت يا أقصر الطرق لن تطأ قدمى مسلكك يا حلم الهجرة و يا كره الوطن

و سأحترم اختيارك من الاّن فصاعدا و لن ألومك على عشق سيطر عليك-أيها القلب-....فالحب حرية و هل أجمل من حب الوطن؟و هل أسمى من أن نناضل فى سبيل حريته من كل قيد كبحه و من كل اّفة استعمرته...و المؤسف ان الاستعمار هذى المرة مننا فينا

هكذا تواجه الأزمات....هكذا تعامل النكسات....هكذا يكون الوقوف بجانب المحتاج
و ستظل بلدنا للنهار
و من التاريخ نذكر قول جاليليو حينما أقر أن الشمس هى مركز الكون و الأرض تدور حولها و ليس العكس....فحوكم و سجن و أدين و قضى عليه ألا يغادر بيته و هو المسن فى عامه السبعين....قالها فى ثبات و ثقة حينما سمع الحكم:و لكنها تدور
قصد جاليليو الأرض و لأن نظام الكون واحد لأن خالقه واحد....فأنا أقول انها تدور....هى الأيام....انها تدور....ولا يدوم حال و يبقى الحق
و من الشعر نقول
ولابد من يوم معلوم
ترتد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم
و أسود على كل ظالم
ملحوظة:مرجع قصة جاليليو كتاب(صديقى لا تأكل نفسك)لعبد الوهاب مطاوع
و أبيات الشعر لابن عروس طبقا لرواية ويكيبيديا

Wednesday, February 10, 2010

فى الغزل

و على رأى الست نجاة"من يوم ما عرفتك و الدنيا لها طعم جديد"حقا...هذا ما أشعر به تحديداااااااااااا
حقا....أحبك...لأن الدنيا و أنا جنبك لها طعم جديد
لأن كل يوم بصحبتك مختلف عما سبقه من الأيام
لأن وجودك فى حياتى يضع يدى على و يعرفنى من أنا و يشعرنى بالفخر لأنى انسانة
ففيك و بك اتعلم فن الحياة....فن التفكير...فن التميز...فن التمرد...فن الحب....فن الفلسفة...و فن الابداع و كل التفانييييييييين
فبك...ارتقى كل يوم و كأنى فى رحلة صعود على سلم الحياة المختلف الدرجات...و لكن الشىء الوحيد الذى لا يختلف أبدا انك دائما خير رفيق
و لأنك تنتقل بى بين جميع المشاعر...فأحب و أكره....و أرضى و أسخط....و أهدأ و أثور....و أفكر و استسلم
أحبك لأنك الطريق الوحيد الى الحقيقة و لأنك ثقتى و مرجعيتى الوحيدة فى ذلك الزمان
و لأنك دائما خير أنيس
و لأنك تعلو بى و تهذبنى و تعلمنى و تثقل خبراتى و تنسق أفكارى بس و الله مش حب مصلحة...فأحبك و أنت هايف بردو...فلكم أثور على التفاهة و الهيافة فى البداية و لكنى سرعان ما اكتشف ان حتى تفاهتك تفيدنى

بالذمة فى كدااااااااا

و أنا بقول كفاية ساسبنس بقى
و حان الوقت لأصدكم......انك انت....انت(ماتفهمش غلط).....انت المقصود يا كتابى
امر بتلك الحالة عند الانتهاء من قراءة أى كتاب و اشعر و كأنى يجدر بى أن احمد الله على نعمة القراءة و على وجود المفكرين و الأقلام و الورق و الحبر......فمن بستان الى بستان و من مدرسة الى مدرسة و من حالة شعورية الى ضدها باختلاف الكتاب و الكاتب
فتجد القارىء حالم هادىء وهو يقرأ لنزار قبانى-ما يصلح قرائته من أعماله-
و تجده متأمل عندما يقرأ لمصطفى محمود
و مفكر حينما يقرأ لأحمد العسيلى-الكاتب الصاعد-
و تجده محترم انسانيته حينما يمر على كتاب لعبد الوهاب مطاوع
و متحسر على حال تدين مجتمعه عندما يرى الدين بعين ابن حزم و الغزالى
و نادم على أنه لم يعش عصور نهضة مصر الحديثة مع جمال الدين الأفغانى و محمد عبده
و أرى رقابنا جميعا تطول فخرا بك يا زويل و شرفا للانتماء لعصر جديد ادخلتنا اليه.....عصر العلم
حتى الكتاب الساخر يعطيك ما تفتقده.....يعطيك البسمة و يمنحك السعادة حتى لو كانت مؤقتة
حتى الكتاب التافه يعلمك كيف تكون التفاهة و يقول لك:اوعى تعمل زيى

زمااااااااان.....قالها لنا معلم فاضل.....اقروا عشان تبقوا بنى اّدمين....و بحثت عن طرق أخرى كثيرة للوصول الى الانسانية بجهد أقل فلم أجد
و ها أنا ذا أضم صوتى لصوته و أقولها و رزقى على الله:أمة أقرأ لازم تقرأ
سك عالموضوع