Thursday, August 12, 2010

الوسط الذهبى


فكرة الوسط الذهبى فكرة قامت عليها الفلسفة اليونانية و هى ما يقابله فى أمة الوسط قوله تعالى فى محكم التنزيل(و كذلك جعلناكم أمة وسطاً) و السؤال هو كيف أصحبت أمة الوسط أمة اللا وسط؟
أصبحنا نعيش فى مجتمع يهوى الحواف و يعشق أقاصى التدريجات دائماً و لا يقبل الوسط...فما بين الدين و اللا دين....الخلق واللا خلق...العمل و اللا عمل...النجاح التام أو الفشل المطلق و كأن مرحلة الوسط الذهى قد سقطت سهواً من هذا المجتمع و إن كنت أؤمن بأن بعض الأشياء لا تقبل الوسط و لن يكون الوسط فيها سوى-رقصاً على سلالم متحركة- و لكنى لا أتحدث عن هذه الإستثناءات بل فى العموم
حتى على المستوى الإجتماعى....فالطبقة الوسطى بعيد عنكم أكلتها البارومة من زماااان و فجأة و دون سابق إنذار إتبع المجتمع سياسة(يا أبيض يا أسود...رمادى ما احبوش) و ليس هذا كرمز للوضوح و الشفافية...العفو فأنتم أدرى منى بأن هذه الكلمات تطلق فى النفس الاّن ما يطلقه أبطال ديزنى من شعور بالفانتازيا و الرفاهية...إنما كرمز للجمود و التطرف و ليست الحياة كذلك!!
و لأنى أقتنع أن للكون خالق واحد فإنى أؤمن أن نظام الكون واحد على كل المخلوقات و ما أراه مطبقاً على الذرة أجده قابل للتطبيق على البشر-فى أغلب الأحيان-
ففى علم المواد لا يوجد تطرفات...تدريج مثلاً كتدريج البى إتش تتدرج الخواص من الصفر إلى الأربعة عشر ففى منتصف التدريج تكون المادة متعادلة-أى شخصية متزنة فى عرف البشر- و بعيداً عن القيمة سبعة تتدرج المواد فى الخواص الحمضية و القاعدية و لم يتجرأ أحد و يكذب حقيقة التدرج هذه و لكنه إنفصام الشخصية من جديد
سامعاك ياللى بتسأل:و ايه مناسبة التخاريف دى دلوقتى؟
مناسبتها أنى أكتشفت أنى أنتمى أيضاً لمدرسة التطرفات الفكرية...فعقلى الذى يؤرقنى الاّن و يمنعنى من النوم و الساعة تعدت السادسة صباحاً لكثرة ما فيه من أفكار هو ذاته العقل الذى يعانى من الإفلاس كثييييييراً
يعنى هو يا تطخه يا تكسر مخه؟
و مناسبتها أنى منذ بدأ الشهر الكريم و أنا أدعو يومياً دعاءاً خفياً على الإفطار و ما أن أنتهى منه حتى أضحك و تتسائل العائلة و تقتنع أنى فى طريقى للسعان المبكر و لكنى سأعرض عليكم الدعاء:اللهم أجعل أمة الوسط أمة وسطاً ثم أضحك من المفارقة العجيبة بين ما ينبغى أن نكون عليه و ما وصلنا إليه و تمر أمامى صور لمختلف أنواع التطرفات....دينية....اجتماعية...سياسية فيزداد الضحك حتى ينهى اّذان المغرب موقفى المحرج
فإنى أكتب لأعدل الدعاء و لأحل النزاع الأسرى الأسرى .... فاللهم أنشر التيار الوسطى فى أمة الوسط من جديد فى كل شىء و أتمنى أن يشمل هذا التيار اّفة حياتى -عقلى- ليمنحنى القليل من الراحة و لتمر هذه الليلة -التى لم تعد ليلة- بسلام
قولوا اّمين
و كل سنة و أنتم طيبين
و سك عالموضوع

9 comments:

أميرة رمضان said...

اللهم اجعل أمة الوسط , أمة وسطاً
اللهم ارزق هذه الأمة نور القلوب و العقول
اللهم آمين

dina said...

اّميييييييييييييييييييييين

Radwa said...

Gamed gedan :D
اللهم اجعل الوسطية اساس حياتنا ومنهجها

dina said...

اللهم اّميييييييييين

اقصوصه said...

رمضان كريم

وكل عام وانتم بخير

elsha3er said...

برافو برافو

فكرتك وطريقة تفكيرك حلوة أوى

بس اسأل سؤال حيغير بالنسبة ليا مفاهيم كتير تعتقدى مين السبب فى الوضع دة او اننا نكون لا وسطية

تانى حاجة

لكثرة ما فيه من أفكار هو ذاته العقل الذى يعانى من الإفلاس كثييييييراً


دة موجود عندنا كلنا ودة مش سببه الوسط او الطرف لان الفكر الحاجة الوحيدة اللى ما يطبقش عليها قاعدة ثابتة طول ما فى افكار كتير ومشاكل بالطبع الفكر مشوش عاما زى اريال على السطح والهوا جامد طبيعى القنوات حتوش

لكن لو ما فيش هوا والجو كويس طبيعى قنوات كويسة وممكن يلقط قنوات مش عندنا كمان

ولا اية رأيك

dina said...

اقصوصة
الله أكرم
شكرااااااااااااا

أحمد الشاعر
ممممم
السؤال الأول صعب جداً,حاجات كتير أوى السبب,إعلام فاسد, و عقول بطلت تفكر,و ثقافة واقعة و استسهال الحصول على المعلومة من أى مصدر دون الإهتمام بصحتها,حاجات كتيييييييييير

تانى نقطة
عجبنى جدا التشبيه و فعلاً موفق
:D:d

elsha3er said...

طيب معلش اسمحيلى اتقل عليكى واتناقش معاكى شوية كمان يعنى احنا السبب اولا وأخرا او البعض على الاقل قصدك كدة

ولو كدة اية الحل أكيد الاسلام قيمة ثابتة ما ينفعش نتخلى عنه وبرده محتاجين نتخلى عنه عبال ما الدولة تقوم على رجلها مثلا زى تجربة تركية من العلمانية الى الاسلامية
دة مجرد مثل للتقريب لكن انا ضد العلمانية تماما

تحياتى

dina said...

لأ طبعا مش حتقل عليا ولا حاجة بس أنا سعيدة بالنقاش
لا المشكلة مش فى الإسلام المشكلة فينا إحنا,مش الحل إننا نبعد عن الدين خالص ولا إننا نفصله عن حياتنا لأن دا حينتج عنه بلاوى أسوأ بكتير أوى من التطرف
إنما الحل هو فهم سليم للدين...عفواً لكل الأديان...الموضوع كان المفروض يبدأ بتعليم محترم بيدرس دين بجد,و يتوزن بأزهر ليه دور فى المجتمع, و يتوزن بلغة خطاب دينى مجددة و فاهمة دماغ الشباب بالذات و قادرة توصلهم و لأن دا يا إما مش موجود يا إما موجود بنسبة قليلة يبقى احنا محتاجين نغرس فى نفسنا و فى اللى حوالينا قيمة العلم...عارف لو كل واحد قرر يتعلم دينه بجد من مصادره الصح...عارف لو كل واحد كلف خاطره قبل ما يتبنى تيار فكرى إنه يتدور و يقرا عنه ما بين مؤيد و معارض و حيادى....عارف لو اللى فاكر نفسه بينصر الإسلام بتطرفات و انحرافات كان كلف خاطره و قرأ لمحمد الغزالى ولا لابن حزم ولا لمصطفى محمود ولا ابن القيم ولا لجمال الدين الأفغانى ولا محمد عبده و غيرهم من العقول المستنيرة
مكنش بقى دا حالنا
تحياتى و اّسفة إنى طولت عليك و برحب أوى بأى رد تانى
:):)