Friday, May 10, 2013

ترميم للروح

تستلقى على الرمال الصفراء ..
لا شىء يحدها ..
اللانهائية متمثلة فى كل ما حولها ..
لا أسقف تحيل دون الاستمتاع بمشهد النجوم فى السماء ..
لا حوائط تمنع النسمات -أو حتى العواصف- و لا الأمطار و لا الأتربة ..
العبور مسموح لكل الاحتمالات علك تكتسب من الرضا و التسليم ما يهذب روحك ..
كل شىء على طبيعته الأولى ..
بصلابة الصبار و رقة الريحان ..
بلا تزيين و لا تزييف ..
بلا تحديد و لا تحجيم ..
الكون هناك , كل ما فيه يحدثك عن خالق أعظم , واحد , أحد ..
و السكون خارجها يعينها على الوصول إلى سكينة فى داخلها ..
فتعود إليها فى حجمها الطبيعى ..
صغير كبير أيا إنسان ..
ضعيف قوى ..
أصغر ما فى الكون و القادر على احتوهءه فى قلبك فى آن واحد !
تتمتم بذكر أحياناً و تعقد عظمة الكون لسانها فتكتفى بالتأمل فى أغلب الأحيان ..
تصغى إلى صوت تسبيح الكون من حولها فتردك أن تناغماً ما ينشأ ما بينها و ما بينه .. فالصانع واحد ..رغم تفرد كل مخلوق -فالتنوع فى الكون سنة - ..
لا ضمانات ..
و لا خوف من شىء !
لا صاحب ..
و لا وحشة فى داخلها !
الزمن مفقود ..
و لكن وقعه معلوم و ظاهر للغاية!
فى كل شىء حولها بساطة تنجح بجدارة فى فك تشابكات روحها المعقدة ..
بوضوح ..
يمكنها التمييز بين الحقيقة و السراب ..
الآلاف مروا من هذه الطرقات من قبل ..
إلا أن الصحراء تأبى إلا أن تطمس كل آثار العبور .. فتذكرك بأن تصنع طريقك , و تصنع خطواتك ...
من هنا بدأوا ..
كل الرسل , كل الأنبياء , كل الصالحين ..
بخفض صوت ما هو فى الخارج ..
و الإصغاء لصوت ما فى داخلهم ..
يترجم كل ما فى خارجهم , و يفسر بوضوح "النفس " ..
آيات الله تتجلى فى الآفاق و فى أنفسهم / أنفسنا ...
الآن , هى جزء من الآفاق , و السر واحد ..
و لمثل هذه اللحظات نحتمل الصعاب ..

No comments: