Thursday, August 1, 2013

هذا الصباح

أهلاً .. هكذا أرحب بيوم جديد .. 
اليوم ..
اليوم الذى بدأ مختلفاً عما سبق من أيام لدرجة تستحق الترحاب الحار ..
أكتب ..
لألملم ما بعثر فى أرجاء روحى ..
ما أهملته كثيراً ..
ما لم أكن أعلم حتى بوجودة فى أوقات كثيرة ..
وحدها الأوراق البيضاء , الفارغة , الممتلئة بكل شىء , وحدها الأقلام تعين على ترتيب المبعثرات ..

 
#قراءة و تفكر ..
قراءة فى تفاصيل حياة الغير , أن تقرأ كلماتهم بأعينهم , أن تحيا معهم تجاربهم إلى النهاية , أن تتلبسك أفكارهم عن الحياة , الموت , الصداقة , النجاح , الحب , العمل , العائلة .. عن كل شىء كتبته أيديهم ..
أن تشعر بمزيد من الامتنان إلى المولى , بأن خلق البشر بهذا الاختلاف , التنوع , بأن أثرى البشرية بتناقضات , بمشاعر , بأفكار , بمسارات مختلفة لكل شخص تتقاطع أحياناً لتنتج شيئاً أروع .. أعمق .. و أجمل دوماً ..
ثم تأخذك كلماتهم إلى كلماتك التى نسيتها .. افتقدتها ..
افتقدت رائحة القلم الجاف على الأوراق , و افتقدت صوت القلم الرصاص فوقها , و افتقدت كرهى للغة حينما تضيق بنا و لا نجيد التعبير , و افتقدت عشقى لها حين تخدمنى و تخبرنى عنى ما لا أعلمه , افتقدت "التمويه " و وضع الـ"نوتات" المختلفة فوق بعضها البعض , بترتيب الأحدث فى القاع و الأقدم على القمة .. و القذف بهم جميعاً بعيداً عن متناول يدى ! أتركهم فترات طويلة , ثم أعود لأقرأ كل ما فيهم دفعة واحدة ! و كأنه الوقت الكافى لتعتيق النسخة القديمة منى ! أو الوقت الكافى ليحافظ على من الصدمات ,أو الوقت الكافى لأدرك كم تغيرت الأمور , أو الوقت الكافى لأصل لتصالح ما مع نسختى القديمة ...
فكل يوم يحمل نسخة تختلف عن سابقتها !
أتعجب .. كيف استطاع هذا الكم من البشر فى حياتى التعايش مع هذه الحقيقة ؟!

 
#حنين
ثم حنين , فى هذا الصباح يزورنى ..
حنين إلى المستقبل , المستقبل الذى لا أعرف عنه شيئاً بعد و لا عزاء لوهم التحكم فى الحياة !
قضيت سنيناً من العمر أخشى تلك اللحظة , التى أكون فيها على نهاية طريق ما , و على مفترق طرق لآخر سوف يبدأ , فأقف فى ذهول لا أعرف كيف أختار ؟ أو ماذا يجب أن أختار ؟! غلفت الخوف بكلام عن الـ"تخطيط " و منحته "لفة شيك" و بعته بجدارة للغير ! "و الناس اشترت =D ! "
و ها أنا ذا , أفعل ما حذرتهم و حذرتنى منه مراراً و تكراراً , و لا أشعر أن فى الأمر حرج ! لم يكن الأمر بالسوء الذى تخيلته على الإطلاق .. يبقى للبدايات سحرها الذى يدفعنا إلى الاستمتاع بكل جديد ..
على مدى عام كامل مضى تعلمت كيف أصعد إلى قمة جبل , فى صحبة توقعاتى , و أقذف بها من هناك لتهوى إلى القاع , فعلتها مجبرة فى بعض الأحيان , و فعلتها مصادفة فى أحيان أخرى , و أفعلها بتعمد الآن .. أعرف أن ما لا أعرف سيكون دوماً أجمل ! فلا أحزن على فوات ما أعرف !
يبقى ما هو حقيقى أفضل بمراحل مما هو متوقع ..
"لما تبقى لعبة حقيقية , أحسن ما تبقى رائد فضاء مزيف .. "
 
 
#حضور / غياب
هذا الصباح ..
حضور الغائبين لا يربكنى ..
و غياب الحضور لا يؤلمنى ..
و احتمالية الانتقال بين الحالتين أيضاً .. لا يدهشنى !

 
#صراع
فى هذا الصباح , الصراع مستتر ..
و كأنه اختبأ وراء الشمس ليجنبنى ارتباك النظر إلي وجهه فى الصباح , أو ليحجب عنى نورها .. من يعلم ؟!
ما بين العقل و القلب ..
ما بين الروح و الواقع ..
ما بين الارتقاء و الهبوط ..
ما بينى و بينى ...
وقفت كل المتناقضات اليوم مستكينة ..
مصالحة مؤقتة - أو دائمة .. من يعلم ؟! - بحضور الحنين تمت ..
 
 
#من يعلم ؟!
لا أحد ..
هذا الصباح , أتصالح مع هذه الحقيقة ..
أنا لا نعلم ... و إن ظننا أننا نعلم !
"أنت لا تعرف إياك , و لا تدرى من أنت "
و بالتبعية .. أنت لا تعرفهم ..
هم لا يعرفونك ..
كلكم لا تعرفون عن الحياة شيئاً ..
و ذلك مبلغنا من العلم ..
و لذلك .. فوجود التساؤلات بغير رد لم يعد مؤلماً كما كان !

 
#إحاطة / استغراق
فى هذا الصباح ..
تميل التفاصيل إلى الوضوح أكثر ..
بعد أن قضيت فترة طويلة أراها من بعيد .. أرى الصورة أكبر , و "الكادر" أوسع , و الرؤية أوضح , إلا أن ال "زوم آوت " استمر إلى أصبح كل شىء جد صغير .. لا أراه , و لا أهتم أن أراه , و لا أشعر به ..
اليوم تتضح التفاصيل شيئاً فشيئاً دون الإخلال بالصورة العامة ..
أتذكر هذا العبقرى الصغير مصطفى إبراهيم فى قصيدته : " برواز الدنيا " ..
#فى العمق
هذا الصباح , يخبرنى الصدق الكثير ..
أعرف أنه مرهق دوماً .. إلى أنه قادر على أن ينفذ إلى أعماق الروح و يأتى لك بالكنوز / بالحقيقة..
هناك فى الأعماق , أدركت أن خيراً ما يكمن بنسبة , و أن شروراً كثيرة تقبع هنالك ..
الأمراض و الأهواء .. أجاهد لأن أتطهر , لأن يصبح هذا القلب نقياً , سليماً حتى يستقبل نور المولى ..
أحاول السيطرة على العالم , فيك -فى قلبك - انطوى العالم الأكبر ..
و للعمق عمق .. يفاجئك دوماً بما لا تعرفه , بما لم تتوقعه ..
"فقرة برائحة الديتول =D "

 
#مؤجلات
و مصادفة .. بنهاية هذا الصباح أتقدم خطوات لمواجهة الكثير من الخطوات المؤجلة , معى , و معهم ..
بنهاية اليوم , سأقف أمام الكثير , اعتذر عن الوجع الذى تسببت لهم فيه ..
أحدثهم عن العام السابق , عن الأيام الماضية , عن التغيير التى لحق بى ..
أحاول جاهدة أن أضمن للقصة نهاية "شيك" أو بدايات جديدة , و أحافظ على حقهم و حقى فى ذلك ..
اليوم أخلص للذكرى على حساب الواقع ..

 
#يوماً ما
سيكون هدوء هذا الصباح هو سمة كل صباح ..
سأحظى بهذه السكينة إلى الأبد ..
سأشعر بالدفء دوماً يغمر داخلى ..
ستمتد الحالات المتقطعة لتشمل الواقع بأسره ..
سأدعو الكثير من البشر إلى فنجان القوة الصباحية , فى شرفة نستنشق فيها نسمات الصباح العليل مع رائحة النباتات و الزهور , سنرويهم بالماء , سنشاهد الماء و هو يحفر قنوات له و يمر و يتغلغل إلى النباتات ليمنحها الحياة , و سنرى فى الصورة القريبة صورة بعيدة لأرواح جافة متشققة -كالأرض- تحيا من جديد , و تزدهر .. كالنباتات , و أبعد من الصورة البعيدة , صورة بلون أصفر تعلن نهاية هذه النباتات , و هذه الأرواح , فى هدوء .. و بدون صخب ..
سيكون العالم أجمل ..
 
 

No comments: