Tuesday, July 23, 2013

على الهامش

هذا و سنقضى معظم حياتنا فى رحلة البحث عن إجابات لأسئلة , كلها ملحة , و قليل منها الحقيقى ...
قليل منها من ننشد بتكراره إجابات , قليل منها نتحرى به الحق ..
فبين ما يفرضه الواقع , و بين تجاربنا الشخصية , بين الأهواء و الأمراض , بين النفس و القلب , و بين نقص معلوماتى لدى العقل .. يتكون خليط من التساؤلات لا ترضيه الإجابات ..
أما عن العقل , فقد كنت أحافظ عليه من التزييف و التغييب و أرفض تهميشه ..
و لكنى أرى الآن القسط الأكبر من احترامه هو عدم إيهامه بأنه متجرد منفصل عن كل المؤثرات ينشد احترامه و الحق !
و شائبة واحدة من أى مؤثر خارجى كافية لأن تسلبنى الثقة فى اسئلتك يا عزيزى !
لا مفر من البحث , و لا بديل عن ارضاء العقول ..
و لكن حينما تكون المشكلة معلوماتية بعشر النسبة , فعبث الظن بأن معلومة ما وحدها قادرة على الحل - هذا و إن وجدت المعلومة الكاملة المقنعة ! -
و عبث الرضا ب"تلفيقة" منمقة منطقية المظهر فارغة الجوهر !
وحده الشخص ذاته هو القادر على تحرى كل ذلك .. و وحده الصدق ينجى ..
وقت , ثم استقطاعه فى إعادة اكتشاف البديهيات - لا أندم عليه الآن - فبوسعى إذا ما تلاطمت موجات الأهواء , الأمراض و المنطقيات أن احتمى بما استقر يقينى به فى قلبى ..
أن أحصن نفسى بالأرض المشتركة التى تشبع روحى و ترضى عقلى و تقنع كلاهما ..
قل الله .. و كفى .
بعد الشك يأتى اليقين ..
و بعد تحرى أسباب الوصول إلى الشك يأتى التمسك باليقين ..
بقدر تصديق ما هو غير منطقى .. يكون الإيمان ..
و بقدر التمرد على منطقهم اللامنطقى للأشياء على هذه الأرض .. يكون الإحسان ..
لحظة , نظن عندها أنا نملك من أمرنا أى شىء , تبدأ المصاعب ..
ليس لك من الأمر شىء .. يقين مستقر ..
و كلما دارت اسئلتك فى فلك نفسك كلما أدركت أن عقلك قد يكون يقوم بدور خداعى كبير جداً ..
ثم ؟!
بعض الإجابات تقود إلى واقع مختلف ..
و اسئلة أخرى , لا تغنى إجاباتها من الواقع شيئاً ..
و توازن بين دفة الواقع و دفة العقل بمؤثراته وجب الوصول إليه ..
"الوقت مش دايماً معاك .. "
#فتن ..
على هذه الأرضية أقف محتمية ..
يقين مستقر بأن الله عادل ..
و بأن مقاييسه تختلف عن مقاييسنا ..
بأن بعيدنا قريبه , و بأن قريبنا عنده فى لمح البصر ..
و بأن بعد كل يوم فى الدنيا رحلة منتهية , ليبدأ الحساب فى يوم تشخص فيه الأبصار ..
و بأنه خلقنا للسعى و الإعمار و منه النتائج ..
و بأن كل نفس لا تكلف إلا وسعها ..
و بأن الأنفس مختلفة و لكل دوره ..
و بأن كل نفس بما كسبت رهينة ..
و بأن الرحمة فوق العدل , و الحق فوق القوة ..
و بأن للكون سنن , لا يحابى الله أحداً على حسابها , و لا يقوى شخص / شىء على مصادمتها ..
و بأن الأرض لله , يروثها من يشاء من عباده ..
#تساؤلات ..
كيف استطاع الرسل, الأنبياء و الصالحين المضى قدماً فى دعوتهم - من غير نتائج ظاهرة - دون ظهور أية تشوهات على نفسوهم الطاهرة ؟! فكيف كان النبى يقول : " اللهم اهدى قومى فإنهم لا يعلمون " , و كيف ألقى سيدنا إبراهيم باللوم على أصنام و حفظ رؤيته للبشر بأن الخير فيهم , بل و كيف كان تفكيره منصباً على استمرارية دعوته لقوم لن يراهم ؟!
"و أكيد فى جيل أوصافة غير نفس الأوصاف , إن شاف يوعى , و إن وعى ما يخاف ! "
لم ينكر الناس الحق ؟! و كلمة بنكر هنا غير دقيقة بالمرة , بل كيف تعمى الأبصار و القلوب ؟! و كيف تتبدل الأدوار بهذه السرعة ؟!
و لم يحرص الناس على وجود شخص واحد , يتبعونه لو أصاب , يلومونه لو أخطأ , يخذلونه لو انتقل الصراع لمداه ؟! و كيف يتكر ظهور هذا الشخص عبر التاريخ فلا علمه بمصيره المحتوم يصده و لا تكرارهم لنفس الأخطاء يعلمهم ؟!
شخص كان , أو مجموعة , أو فكرة .. فالمحصلة واحدة ..
حينما يقابل الإعمار سنن الكون , فكيف نعلم حدود سننه بحيث نسعى مدركين أن لسعينا شاطىء قد تنكسر عليه المحاولات - و لو مؤقتاً - ؟! و لو أقررنا بأن التتابع بين الحق و الباطل سنة كونية , فكيف يقع من بلغ القمم ؟! و كيف يصعد من وصل للقاع ؟!
عل تكرار الفعل يرشدنا إلى آليات تطويع سنن الكون ..
أما و عن المعايير و الآليات فهى كلمات تحمل من التساؤلات ما يكفى و يكف عن نفسه عبء التفسير و الترجمة و الكتابة !
#المحراب
فى محرابى أقضى هذه الفترة من عمر الأمة , بين نفس طواقة إلى أن تلحق بالسابقين و بين قناعة استقرت بأن لكل دوره أتحرك علّى أدرك ...
كيف السبيل ؟!
بيقين أجيب .. "لنهدينهم سلبنا " ..
فى رحلة البحث عن علم اكتشفت للتو أنه أوشك على أن لا يكون موجوداً ! و قبل العلم تزكية تضبط العلم قدراً , و تعلماً , و استخداماً ...
بين الكتب و كتاب الله , فوق مساحة صغيرة تحتوينى إذا ما رددت "الله أكبر " ...
بالحق احتمى فى رحلة بحث عن حق ..
بالعقل احتمى من جنون العالم ..
اللهم ارزقنا العزيمة على الرشد ..
 

No comments: