Saturday, November 2, 2013

Healing

 
هذا و قد شارف العام على الانتهاء ..
قرب النهاية أضع يدى على نقطة واضحة وضوح الشمس , لا تخفى على , بل لا أقوى على إخفاءها لأكثر من ذلك ..
هذه الروح بحاجة عاجلة إلى "ترميم" ..
أما و قد عرفت الوجهة بقيت الرغبة و القدرة ..
هل أنا حقاً راغبة فى ذلك ؟ و هل أستطيع فعل ذلك بهذا القدر من التراكمات التى تصاحبنى ؟
السؤال الأول إجابته نعم , بل بالتأكيد .. فما دمت قد تجاوزت مراوغات الاعترافات الأولى فلعلى على عتبة التغيير ..
و إذا ما جاء الحديث عن القدرة فلا أعتقد أنى أستطيع ..
ها نحن قد داوينا حتى مرضنا , و احتوينا حتى امتلأنا , و فكرنا حتى أفلسنا , و حاولنا حتى أنهكنا , و جربنا حتى توقفنا , و خُذلنا حتى حُيّدنا !
فماذا بعد ؟ و كيف لنا بطاقة على أى ترميم ؟
هو عجز .. أتذكر قيمة "العفو عند المقدرة" , أن تقوى على الفعل , و تتركه ترفعاً , ليت لنا بهذا القدر من التقبل و التفهم فى حياتنا حتى فيما بيننا و بين أنفسنا -بل بالأخص فيما بيننا و بين أنفسنا- , أن تمتلك زمام أمور ذاتك بما يؤهلك للتغيير و لكن الاتساق هو ما يمنعك فتختار التعايش !
 
لا أعلم شكلاً محدداً لرحلة الترميم المزعومة تلك ..
قد تكون فى منتهى البساطة و قد تصبح للتعقيد أقرب ..
الحياة عموماً تستعصى على التبسيط ..
 
قد تكون ببساطة لحظة من التأمل لغروب شمس يوم ما , صمت .. نسمات هواء رقيقة تداعب الوجه .. فابتسامة رضا تغسل الروح تماماً .. فبداية جديدة ..
 
قد يكون للرحلة طعم سعادة لحظة تعلو فيها الأمواج لتغرقك أيها المتأمل فيها حتى يرتفع صوتك بالضحك و روحك بالمرح .. -للغرق أشكال كثيرة -
 
قد يكون للرحلة نكهة الحكمة المكتسبة من خبرات التيه المتكررة لأعوام طويلة , حيث تستوى الحياة و الممات , خفة و ثقل الروح , حيث تزهد الخط الفاصل لإدراكك بالتشابه المتكرر بين المتناقضات , خط وحيد تميزه بجدارة .. ما بين الزهد و اليأس ..
 
و لم لا تكون رحلة داخلية أكثر منها خارجية ؟ هدوء داخلى و سلام هنديين تتحرك بهما وسط صخب و ضجيج و تعقيد هذه الحياة ؟!
 
و قد يكون الترميم مهمة شخص غيرك , يأتيك منقذاً منقباً فيك عن كنوز أخرى لروحك لم تنفذ بعد .. اكتشاف من جديد بعيون مغامر , يختلف كثيراً عن محاولة بعث بعد الممات !
 
أو نترك للسفر - بكل معانيه- هذه الممة , ترحال حقيقى و تأمل فى وجوه لا تعرفها , أحاديث عابرة سطحية و عميقة , تعلق و ترك , وطن و غربة , مدن جديدة فى الليل و النهار .. تتأملها , أطعمة و موسيقى و صلوات .. بحث يخرج بك منك لفضاء أكثر وسعاً ..
 
أو تفنى ....
فتلقى بروحك على أعتاب قوة أكبر لتقوم بهذه المهمة بالشكل الذى تختاره , يكفيك صدق الطلب ..
تتفانى فى طلبك , فى رغبتك الصادقة فى الحياة عوضاً عن الاستمرارية و العيش فحسب !
أن تتمنى بصدق قوة الاختيار و التحرر من ردود الأفعال ..
أن تنسى كل شىء و تتذكر كل شىء فى الآن ذاته , تتعلم فتنمو روحك و تسامح و تطلق للرحيل العنان ليطهرك و يسمو بك ..
و إن كان الرحيل لجزء منك , فنعم .. قد تصبح تراكماتنا يوماً جزءاً منا لا نحسن التخلى عنه فتضيف للسجون سجن آخر ..
و من الآن لحينها , ليت السبيل يتسع للرحمة فتأتى و ترافقنا ... ترفق بنا , و ترزقنا الرفق بغيرنا فالكل فى رحلة "نقاهة" إن جاز التعبير من أوجاع الحياة ..
مرضى نحن بها ..
و يا لصغر الآفة ..
و يا لرخص المرض ..

Healing
 
 

No comments: