Saturday, February 9, 2013

يوم ممطر اّخر 2

كان الطريق ممتداً على مرمى بصرها...
أرتدت ملابس ثقيلة تليق ببرودة الجو..
و سارت تحت الأمطار..
و شقت خطواتها الخفيفة وسط الرياح المتسارعة حولها..
فى يدها سبحة صغيرة تتركها تنساب بحرية بامتداد أصابعها..
كما تطلق للسانها العنان ليذكر الله كما يختار القلب دون سابق تخطيط..
حتى أنها لتلزم الكلمة نفسها لشهور دون أن تفكر فى تغييرها..
سارت و سارت...
و استقلت سيارة أجرة لتذهب بها إلى منتهاها..
تحركت السيارة بحرية ..
و كانت هى الأخرى تحافظ على الحركة هذه الأيام..
تحافظ على أن تبقى للحياة سرها " الحركة "..
تحافظ على أن تسير خطواتها على كل الطرق الممهدة و الغير ممهدة..
دون النظر إلى أى شىء اّخر.."و لا تلتفت"..
"الوحيد اللى رجع بضهره و وصل:سيدنا على بن أبى طالب, الأمر كان و لا تلتفت , نفذه فوصل ! "
أمطار غزيرة تدق نوافذ السيارة..
و موسيقى تحبها تؤنس طريقها - أختارها السائق- فشعرت بأن لها بعد فى هذه الدنيا ما هو مألوف و يختاره غيرها!
لو أن لها أن توقف الزمن عند هذه اللحظة..
الحركة و الموسيقى على الطريق..إلى النهاية..
لو أن لها أن توقف الزمن أصلاً عند أى لحظة..
فماذا كانت لتختار؟!
هل توقفه عند مشهد تتويج لنجاح كبير؟!
أم توقفه عند مشهد لقاء مع أصدقاء الطفولة؟!
أم توقفه عند مشهد فيه هى و رمال الصحراء و صفاء نور القمر؟!
أم توقفه عند سجدة ؟!
أم عند ضحكة ؟!
أو عند دمعة ؟! 
أو عند حركة.. فقط حركة غير مفسرة !
ثم : على جنب لو سمحت...
فى الأنفاق..
وقف صفان من الناس فى محاولة للاحتماء بدفء الإنغلاق و الاحتواء عن البرودة الخارجية...
صفان , عن اليمين صف , و عن الشمال صف ..
و كأنهم وجدوا ما لا يعرفونه !
و كأنهم أتموا رحلة بحث عن شىء لا يعرفونه !
و كأنهم توصلوا إلى اتفاق فى اللحظة ذاتها أن يكتفوا براحة و سكون لحظى قبل المضى قدماً , أو الرجوع للخلف .. من يدرى !
و كأنهم "متبرمجين" ..
شقت طريقها وسطهم لتكمل إلى الأعاصير التى تنتظرها فى الخارج بخطى ثابتة..
و ابتسمت ..
و وصلت فى سلام حينما كان المحاضر يستعد لإلقاء السلام على طلبته ..
 

No comments: